قدم انكباب وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والعالمية على نقل وقائع مباريات كأس العالم من جنوب افريقيا ملاعب واستوديوات، خدمة كبيرة للبنان سياسياً وأمنياً وإعلامياً. هذه الخدمة تمثلت بعدم تضخيم إشكالات وقعت بين القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) وأهالي بعض القرى الحدودية. وبعيداً من الاسباب والخلفيات التي أدت الى نشوب تلك الإشكالات والتي عولجت بالطبع في الاماكن المختصة، فإن عدم اندفاع وسائل الإعلام لفرد مساحات لتلك الحوادث وإيفادها مراسليها بالعشرات إلى الجنوب لإعداد تقارير من هبّ ودبّ، أبقى المسألة في حجمها الطبيعي ولم تضخم إعلامياً لتصبح قضية رأي عام دولي يعرف اللبنانيون أن المستفيد الأول منها ستكون اسرائيل التي لم تتوان عن اطلاق تصريحات وتحليلات تعرب فيها عن تمنياتها بعدم استقرار لبنان وازدهاره. والفضل يعود الى المونديال الذي لم يبقِ اهتمام الإعلام به للجمهور بخاصة اللبناني شيئاً، حتى بدا هذا الجمهور، المتحمس لفرق الدول المشاركة أكثر متابعة وحماسة وانفعالاً من مواطني الدول نفسها، غير مبالٍ بما يجرى حوله من أحداث وغير مستمع لما يقال من تصريحات ومواقف لو قيلت في غير وقت المونديال لربما جددت الشرخ السياسي اللبناني. وإذا كان الحديث هذا يتعلق بانشغال إعلامي رياضي في أسابيع سابقة، فإن لبنان مقبل في الأيام والأسابيع الآتية بعد انتهاء المونديال، على «مونديال آخر اسمه صيف لبنان» وفق وصف اسطة ابو رجيلي رئيس بلدية بحمدون احدى قرى الاصطياف في جبل لبنان، متوقعاً موسماً سياحياً استثنائياً. وهذا الموسم الذي يعول عليه لبنان بكل قطاعاته كثيراً لما سيعكس من انتعاش طالما تعطش اليه اللبنانيون، يحتم على الإعلام مسؤولية المساهمة في انجاح الموسم إن لم يكن بإعداد تقارير وتحقيقات من أماكن الاصطياف والترويج للنشاطات والمهرجانات الموزعة على كل المناطق، فعلى الأقل بعدم تضخيم أي حادث قد يقع بخاصة اذا كان فردياً... اضافة إلى عدم فتحه الهواء لساسة يسعون الى خوض معارك كلامية مع خصومهم لأسباب لا تنفع العمل السياحي في شيء بل ربما تثير قلقاً لدى الذين أتوا لتمضية صيفهم في لبنان او الذين يخططون للمجيء اليه... من حق لبنان والسائح فيه أن ينعم بصيف هانئ وأن يبقى الجميع مطمئناً ولو إعلامياً.