الإدانة الدولية التي أعقبت مجزرة بريج من الأممالمتحدة والادارة الأمريكية ومن معظم دول العالم المحبة للعدل والحرية والسلام في العالم ليست الأولى من نوعها، فلطالما تكررت هذه الادانات العاجلة في أعقاب كل عدوان اسرائيلي فظيع كما هو الحال مع عدوان مخيم البريج دون أن تكون لهذه الإدانة ردة فعل من قبل تلك الجهات لوضع الآلية المناسبة لوقف الهمجية الاسرائيلية ضد شعب أعزل من السلاح، فالإدانة في هذه الحالة لا تكفي وستبقى قاصرة ان لم ترتبط بشكل جذري ومباشر بإجراءات ضاغطة تحول دون تمادي اسرائيل في غيها وعبثها الواضح بمبادرات السلام ونصوص الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الشأن، وقد بحت أصوات العقلاء في العالم بأسره بأهمية استخدام الولاياتالمتحدة أداة من أدوات ضغوطها المناسبة على اسرائيل حتى تتوقف عن استمرارية اعتداءاتها وترضخ للتفاوض مع الفلسطينيين للوصول الى حل للأزمة، غير أن تلك الأصوات المبحوحة ما زالت تذهب أدراج الرياح، ويبدوأن الأمر قد وصل الى أسوأ حالاته بعد عدوان البريج وأضحى من الضرورة بمكان أن يعقد مؤتمر دولي عاجل للبحث في الأزمة العالقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، فالعنف لن يتوقف على أراضي السلطة الفلسطينية في ضوء استهانة اسرائيل بحقوق شعب مشروعة أقرتها القوانين الدولية والمبادرات السلمية المتعددة وقرارات مجلس الأمن، وسوف يتوالى سقوط القتلى من الطرفين، فعملية البريج لن تمر بطبيعة الحال دون ردود فعل فلسطينية عليها كبقية العمليات الاسرائيلية المتلاحقة، وهو أمر يؤكد استمرارية التوتر والعنف بين الطرفين، ويؤكد من جانب آخر على أهمية التحرك الدولي لإسدال الستار على آخر فصول مسرحية العنف والعنف المضاد على أراضي السلطة الفلسطينية، فقد ثبت بالدليل القاطع ان الادانات والاستنكارات والاحتجاجات من كافة دول العالم غير كافية، ولن تؤدي أغراضها دون ربطها بعمل سياسي ضاغط من شأنه إيقاف العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني ووضع نهاية حتمية لأزمة عالقة قابلة ان لم تحل اسبابها لتصعيد خطير لا يستهان به على مستوى المنطقة العربية برمتها.