ويكون ان القي الرخام الرخو في بئر الكلام واغسل الاصداء من اصدائها. ويكون ان أمشي بلا هدي، وأخبط خبط عشواء ضلالتي الدليل، وعتمة الاشياء مصباحي إذا احتلك الظلام وغارت الاشجار في افيائها. لانجم ثمة اهتدي بضيائه (والأرض نفس الأرض) لا شمس تذيب جليد اجفاني ولا قمر يبلل ضوؤه الفضي اوردتي وليس سوى العماء يقودني كالطفل كي أرث السماء وهذه الارض التي تحبو وتعثر في سديم بكارة الاشياء ليس سوى الخفاء يشدني للتيه مثل مسرنم، لا باب اخرج منه لا كف تلوح، لا فنار يدلني في البحر حين تزمجر الامواج او في الليل حين يلفني الادلاج لا بيت هنالك او سكن ويكون ان تتجاسد الكلمات كي تلد القصيدة جروها في الحقل تنبثق الحروف كعشبة وحشية مغروسة في الرفض، تخمش كف قاطفها اذا ما لم يكن كفؤا لوقع جنونها. ويكون ان تعوي القصيدة مثل ذئب في شراييني وتأخذني لعزلة وحشة الملكات تلبسني غلالة عريها الضافي، وتغسلني بنار مجونها.. ويكون ان تنسى الدموع دلالة الملح المغيب في غيابات العيون فتعبر الاشلاء، أشلاء الحنين (لأي شيء؟ لست اعرف.) فوق ارصفة الغروب إذا تقاصرت الظلال وعادت الأوراق فوق غصونها..