هكذا هو دائما " نمس " وعقرب يلدغ من حوله وهو يغوص في ثرى مدينته ! لكنه عاد من باريس يخبط خبط عشواء ! وفي مدينة تدثر بالحب والشذا والمواعيد لا يدخل في نفسه سوى ما يريد ! ولكن محمود قصيدة عذرية تشيأت من دم الشمس وصهيل الجياد وخديجة تقف بثقة كرمح مدججة بالاسئلة الحادة عن ولدها الذي سرقته الايام الى مدن الثلج ! وعما قليل تطمئن وتتفرغ تمسك باريس من شعرها الاشقر وقميصها الداخلي " وتحوس " بها الأرض وأخيراً تسأل : كيف باريس ؟ باريس أفعى جميلة في اليوم الأول رأي الحياة والحسان والحرية المنفلتة واعراس الفراش والطيور في الهواء الطلق وانذهل ورأى الدمعة في عين بدوي متورط بالسفر مع حقيقة؟ وتمنى لو يبيع العمر الباقي كله بسنة واحدة من الدهشة والجنون ! ليته يستطيع انقاذ صاحبه وبني جلدته . وفي اليوم الثاني انتزعوه من مقعده في الحافلة والقوه على لزوجة الرصيف .صادروا شهامته حين وقف لتجلس انثى حامل ترتعش من البرد ! قالواله : أن المرأة هنا ربحت المعركة مؤقتاً، وتصر على أنها رجل ! لماذا تحبل إذا كانت لاتستطيع الوقوف كالرجال ! وجاء اليوم الثالث ..فإذا بولده يغسل الصحون ويحدثه عن فخامة الفندق !!ويسأل : أهذه زوجه ؟ ! أم ماذا ؟ ! ويرد الولد : يا أبتي ..لاتوجع قلبك زوجة أم أي شيء ! لافرق عندهم .ليذهبوا إلى الجحيم ! هذه باريس ألم تسمع بأفعي جميلة اسمها باريس؟ ! صدم بينما كانت خديجة تتحفز للسؤال عن ولدها ! بالأمس واليوم تسأل عن أبوه الذي دعوه للمسؤولية فشعر المسكين بالدوار وهو يجمع " شلته " من حوله ، وأختل توازنه وسقط .