اتهمت السلطة الوطنية الفلسطينية إسرائيل بالسعي إلى تقويض حكومة أبو مازن وتدمير الجهود السياسية لمنع العودة إلى المسار السياسي، ودعت في الوقت ذاته إلى بلورة هدنة جديدة تكون إسرائيل طرفا فيها. إلا أن مصادر إسرائيلية قالت إن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح. وقال وزير الاعلام نبيل عمرو في تصريحات نقلتها عنه صحيفة (الحياة الجديدة) امس كنا بصدد اتخاذ ترتيبات (لفرض وحدانية السلطة وسيادة القانون) قبل اغتيال الشهيد أبو شنب، وأمرت الاجهزة الامنية بملاحقة الذين قاموا بعملية القدس ووضع الترتيبات وتوجهنا إلى الفصائل للتعاون ولكن عندما تمتلئ الضفة بالدبابات والطائرات وتثير المنطقة تهديدات تتحدث عن حرب طويلة بدون خطوط حمراء هذا يعيق كل جهد نقوم به. مضيفا ان هذا التصعيد أكد انه جاء لاعاقة هذه الجهود ولا أبالغ عندما أقول إن لديهم رغبة في تقويض هذه الحكومة. واستغرب المسؤول الفلسطيني التصعيد الإسرائيلي وقال كنا نتوقع أن ينتبه الإسرائيليون لمزايا الهدنة التي وفرت لهم أمنا لمدة زادت عن 50 يوما كان يشبه الامن المستحيل ولكنه تحقق. مشيرا إلى أن ذلك يدل على أن حكومة شارون تسعي لضرب الاعتدال الفلسطيني ولضرب الحكومة ومنعها من مواصلة عملها الذي بدأت ه على الصعيد العالمي والداخلي. في الوقت ذاته نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزير الشؤون الخارجية في الس لطة الفلسطينية نبيل شعث قوله إننا نريد تحقيق الهدنة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بحيث تكون الاخيرة ملت زمة بوقف إطلاق النار مثلنا. وأوضح أن هناك اتصالات على كل المستويات وعملا جديا لاعادة الأمور إلى ما كانت عليه وتفادي أية ردود خطرة تعرض شعبنا للخطر. على ضرورة التزام إسرائيل بأية ترتيبات لان يدا واحدة لا تصفق وقال انه إذا تعامل الإسرائيليين مع أية ترتيبات قادمة سنكون مستعدين للمضي قدما فيها . ودعا عمرو المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى التدخل من أجل إنقاذ ما تبقى من خارطة الطريق وإيفاد مراقبين ذوي صلاحيات واسعة. من جانب آخر نقلت (يديعوت أحرونوت) عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها أن إسرائيل تطالب السلطة الفلسطينية بتفكيك البنى التحتية للارهاب وليس بهدنة غير حقيقية. وقالت إن مصادر في وزارة الدفاع الاسرائيلية أوضحت أن إسرائيل ملتزمة بعملية السلام لكنها ستستمر في العمل حسب ما ترتئيه حتى تفي السلطة الفلسطينية بالتزاماتها وتقوم بمكافحة الارهاب . وقد رفضت إسرائيل أمس العرض الفلسطيني لوقف إطلاق النار وأصرت على مطلبها بتفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة كشرط مسبق لاستئناف عملية السلام، كما اكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية . وقال المتحدث في بازنر هذا ليس امرا جديا. فطالما ان المنظمات الإرهابية موجودة فلن يكون هناك امكانية لاي وقف حقيقي لاطلاق النار.علي حد قوله. وكانت الحكومة الفلسطينية تقدمت يوم امس الاول باقتراح وقف اطلاق النار لوقف دوامة العنف بعد ان اعلنت حركتا المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي انتهاء الهدنة في عملياتهما ضد اسرائيل اثر مقتل اسماعيل ابو شنب القيادي البارز في حماس في غارة جوية اسرائيلية في غزة. وكانت الفصائل الفلسطينية المسلحة الرئيسية في طليعتها حماس والجهاد الاسلامي، اعلنت الهدنة في اواخر يونيو. وقد شنت اسرائيل الغارة الجوية ردا على العملية الانتحارية الثلاثاء الماضي في القدس التي اسفرت عن سقوط 21 قتيلا فضلا عن منفذها العضو في حماس. من جانبة اكد عبد العزيز الرنتيسي احد قياديي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) البارزين امس ان الحركة لا تفكر في هدنة جديدة وان اسرائيل يجب ان تدفع ثمنا باهظا لجرائمها. وتعقيبا على رفض اسرائيل امس عرضا فلسطينيا لوقف اطلاق النار واصرارها على مطلبها بتفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة كشرط مسبق لاستئناف عملية السلام، قال الرنتيسي في الواقع اننا لا نفكر في هذا الامر (الهدنة) على الاطلاق وان العدو الصهيوني يجب ان يدفع ثمنا باهظا لجرائمه. واعتبر انه عندما يكون الاتصال بالعدو الصهيوني عبر العمليات الاستشهادية سيتحدث بلغة اخرى. موضحا ان موقف حماس مصمم على تحرير فلسطين وانهاء الاحتلال ثم بعد ذلك كل تصعيد صهيوني ضد ابناء الشعب الفلسطيني سيلقى تصعيدا من قبل حركة حماس ضد الصهاينة. واكد الرنتيسي نحن لم نطلع على شي من هذا القبيل، ونقول لقد استجبنا لنداءات الدول العربية والسلطة الفلسطينية، واعطينا هدنة فلم يحترمها هذا العدو المجرم واخترقها ورفض الافراج عن المعتقلين ثم اغتال قادة سياسيين من امثال الشهيد اسماعيل ابو شنب فلم يعد هناك مجال للحديث عن امر كهذا. الرنتيسي