في الوقت الذي استعدت فيه الولاياتالمتحدة لمهاجمة العراق جلس جوزيف توماس يراقب من الكويت مع عمال هنود اخرين وهم يتساءلون ما يمكن أن تسفر عنه الحرب. وفي النهاية انتهى به الأمر في بلدة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين حيث يشغل وظيفة جديدة .. يعد الوجبات السريعة للجنود الامريكيين الذين أقاموا قاعة طعام في قاعدة داخل قصر صدام على ضفاف نهر دجلة. وقال توماس البالغ من العمر 24 عاما وهو من كيرالا قبل الحرب اعتقدت أنه اذا دخلت أمريكا الحرب ضد العراق فان العراق سينتصر.. والان أنا هنا أعمل للامريكيين وأقيم في قصر صدام. وتوماس أحد عشرات الهنود الذين نقلوا بالشاحنات من الكويت للعمل في قاعة طعام تقدم للجنود الامريكيين وجبات من المطبخ الامريكي مثل شرائح الهامبرجر وشطائر اللحم المشوي مع الشاي المثلج أو الحليب المخفوق بالشيكولاتة أو الفراولة. ومثل بقية زملائه الذين يعملون مع الجيش الامريكي بعقود محددة المدة لاطعام نحو ثلاثة الاف جندي بالنقانق وشرائح البصل المقلى وغيرها فان توماس منشغل دائما بالطهو وتنظيف الموائد بحيث لا يجد الوقت للتوصل لنتائج بخصوص الامريكيين ومشروعهم في العراق. وأجاب توماس بالنفي ردا على سؤال ما اذا كان قد التقى بأي من العراقيين أثناء الاسابيع الثلاثة التي أمضاها في قاعة الطعام الخاصة بالفرقة الرابعة مشاة الامريكية. وقاعة الطعام هذه في مساحة ملعب كرة قدم بها موائد مغطاة بمفارش زرقاء اللون وهي مكيفة الهواء. ومضى توماس يقول لا يمكنني أن أقول أي شيء عن العراقيين. أتعامل مع الامريكيين منذ خمسة شهور وهم يحسنون السلوك دائما. ويفتح توماس وزملاؤه قاعة الطعام ثلاث مرات في اليوم للجنود المصطفين بالخارج تحت حرارة الشمس اللافحة. ويتحرك توماس وزملاؤه بقمصان زرقاء اللون وقبعات ورقية للتأكد من وجود زجاجات المسطردة وصلصة الطماطم الكاتشب على كل مائدة من الموائد وملء الاطباق ببسكويت الويفل وشطائر الجبن التي يلتهمها الجنود الذين يتضورون جوعا. وفي وقت لاحق بعد التخلص من اخر كيس قمامة يتجه العاملون بأفكارهم الى الوطن ويقول أحدهم الذي رفض نشر اسمه الاوضاع ليست جيدة. ليست لدينا هواتف ولم أتصل بعائلتي منذ أن حضرت الى هنا في نهاية يوليو. فقدت الاتصال بعائلتي تماما. وبالرغم من شعورهم بالرضا عن أجرهم اذ يقول معظمهم انهم يحصلون على نحو 500 دولار شهريا تحول الى حسابات في الهند الا أن العاملين بقاعة الطعام يقولون ان العزلة بدأت تثير أعصابهم وبدأ البعض يعربون عن استيائهم من حياتهم بالعمل لدى أمريكيين. وقال العامل يجب أن نأكل ما يأكلونه. انه نفس الطعام.وبعد أن أنهى طبقه من السلوبي جو وهو عبارة عن شطائر من اللحم البقري المفروم وصلصة الطماطم وهو من الاطباق الرئيسية في قاعة الطعام يقول العامل ان عمله بالعراق أصبح اختبارا لما يمكن أن يتحمله. ومضى يقول بامكاني تناول هذا الطعام ولكن بالطبع يمكن أن أطهو لنفسي طعاما أفضل بكثير. وقال ان رؤساءه في العمل يتمتعون بروح الود وحسن الخلق بالرغم من أن قليلا منهم ليسوا كذلك. ولكن ما يثير دهشتي هو أن بعضهم لا يبدو بصحة جيدة وكأنهم لا يحصلون على تدريبات كافية. وقال عامل اخر تثيره أصوات قذائف المورتر التي تطلقها القوات الامريكية كل ليلة تقريبا انه سيشعر براحة أكثر ان لم يكن يعلم ما يحدث حوله. وقال لم أخرج أبدا للخارج وأشعر بفضول لمعرفة ما يحدث بالخارج. بالطبع الاوضاع صعبة للغاية ولكن هل هي امنة.. ويقول اخرون ان الحياة في العراق حتى الان مرهقة ولكن يمكن تحملها وأهم شيء هو التأقلم مع الناس المحيطين بهم.