إبراهيم أحمد المسلم الهامبرجر بالألمانية (HAMBURGER) أكلة أمريكية، تعد من الوجبات السريعة التي انتشرت بسرعة في كل أنحاء العالم حتى أصبحت من وجبات العولمة، تتكون من سندوتش من اللحم أو الدجاج بالإضافة إلى الكاتشب أو المايونيز والخضار، ويؤكل معها البطاطا المقلية ومعها المشروبات الغازية كالبيبسي والكوكاكولا، ويجذب كثيراً من الناس لتناوله لمذاقة الخاص. ساهمت بعض المطاعم الأمريكية في نشر هذه الوجبة، وباتت هذه المطاعم لا تخلو منها مدينة أو عاصمة حول العالم . تبدأ القصة بظهور مبدأ اللحم المفروم أثناء الاجتياح المغولي تحت قيادة الإمبراطور المنغولي جنكيز خان؛ حيث إن الجيوش العسكرية كانت كثيرة التنقل ومعسكراتها دائماً متنقلة ولا وقت لديهم للطبخ، مما اضطرهم لإيجاد وجبات تؤكل بيد واحدة أثناء التنقل على الخيول، ففكروا في أخذ قطع اللحم البقري أو الغنم ووضعها تحت أسرجة الخيول لتلين وتفرم ومن ثم أكلها نيئة دون طبخ أثناء الاجتياح المغولي لروسيا. انتقلت هذه الوجبة إلى قائمة الطعام بالمطاعم الروسية باسم «ستيك الترتار» تيمُّناً بجيوش الترتار المغولية. في بدايات القرن السابع عشر الميلادي كانت السفن الألمانية تنتقل من ميناء هامبورج الألماني إلى الموانئ الروسية فأخذوا هذه الوجبة إلى مدينة هامبورج الألمانية بنفس الاسم «ستيك الترتار». في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كانت حركة الملاحة كثيرة بين ميناء هامبورج الألماني وميناء نيويورك، ففتحت الأكشاك الصغيرة في ميناء نيويورك لتقدم هذه الوجبة باسم «ستيك هامبورج» وذلك لاجتذاب البحارة الألمانيين القادمين من هامبورج. طبعاً «ستيك هامبورج» كان مختلفاً، فكانت قِطَعه من اللحم المفروم المدخن والنيئ ويقدم مع البصل وقطع الخبز المفتت، بعد ذلك بفترة بدأ تقديم هذه الوجبة بنفس المكونات لكن بعد وضعها في الزيت المقلي. لكن ماذا عن الهامبرجر الذي نراه اليوم؟. هناك جدل كبير وقصص كثيرة عن كيفية تحول هذه الوجبة إلى الهمبرجر الحالي، ومن أشهرها عام 1885 عائلة المنشيز من سكان حي هامبورج، نيويورك كانوا يمكلون كشكاً لسندويتش السجق، وفي إحدى الكرنفالات في نفس الحي نفذ لديهم المخزون من السجق فاستبدلوه مباشرة باللحم المفروم، ومن ثم أطلقوا مسمى «الهمبرجر» على هذا السندويتش الجديد؛ وذلك تيمُّناً بموقع الكرنفال، وفي عام 1885، أطلق تشارلي مسمى الهمبرجر على سندويش أعده من كرات اللحم المفروم وسط قطعتين من الخبز وذلك تيمناً بطبق ستيك هامبورج. لويس لاسن «ولاية كونتكت» في عام 1895، أول من فكر في تقديم اللحم المفروم بين الخبز، وقد أطلق اسم هامبرجر عليه أحد الجنود الألمان، وذلك لشبهه بطبق ستيك هامبورج. أوسكار وابر بلبي «ولاية أوكلاهوما»، وهي الرواية الأقوى في أنه ابتكر الهمبرجر بشكله الحالي يوم الاستقلال من عام 1891، حيث تم طبخ اللحم المفروم على الشواية ووضعه بين قطع الخبز. مهما كانت القصة، فالاسم بالتأكيد مأخوذ من مدينة هامبورج الألمانية، وليس من كلمة «هام» وهي الخنزير كما يزعم البعض في العالم العربي. بعدها انتقل الهمبرجر إلى المطاعم، وأول المطاعم التي قدمت الهمبرجر بشكل تجاري وبكميات كان «الوايت كاسل» عام 1921، وكان يقدم باسم «سيلزبيري» وهو موجود حتى اليوم، ومن ثم الإخوان ماكدونالدز عام 1940، حيث ابتكروا نظام الخدمة السريعة بعد ذلك، والأساس لإمبراطورية ماكدونالدز، حيث افتتحت «جامعة الهمبرجر» في 1961. مطاعم الهمبرجر اليوم في كل مكان ومنتشرة في كل أنحاء العالم. ويبقى «الهامبرجر» محلاً للعجب حين يقبل عليه ملايين البشر، يقصدون محلاته في كلة دقيقة ليخرج الزبون ويترك مكانة زبوناً آخر، وأصبحت الأكلة الشعبية الأولى على مستوى العالم مهما تعددت عادات وتقاليد المجتمعات.