دلت التقارير الصادرة عن مؤسسة النقد العربي السعودي على زيادة نسبة الاقبال على اعتماد البطاقات المصرفية في التعاملات المالية للمواطنين والمقيمين لاسيما في ظل توسيع رقعة الخدمات المصرفية التي شرعت البنوك السعودية بتوفيرها عبر البطاقات البلاستيكية وتنوع الفوائد التي يمكن ان تعود على مستخدمي البطاقات عوضا عن الاوراق النقدية خاصة خلال موسم اجازة الصيف الذي عادة مايشهد استخداما مكثفا للبطاقات المصرفية والائتمانية من قبل عملاء البنوك لتسديد قيمة مشترياتهم داخل المملكة وخارجها مستثمرين في ذات الوقت العروض المجزية التي تعتمدها البنوك المحلية لدفع عملائها لاقتناء البطاقات الائتمانية عبر التعاون مع عدد من شركات السياحة والسفر والطيران وابرز الفنادق العالمية. واشارت التقارير المصرفية الى ان مجموع السحوبات لنقدية التي تمت بواسطة البطاقات المصرفية قد بلغت خلال شهر مايو 2003م مايقارب 15 مليار ريال وذلك وفقا لاخر احصائيات مؤسسة النقد العربي السعودي حيث تم تنفيذها من خلال مايقارب 27 مليون عملية بواسطة جميع اجهزة الصرف الآلي ونقاط البيع المنتشرة في المملكة وقدر مجموع المبالغ التي تم سحبها بواسطة اجهزة الصرف الآلي التابعة للبنوك المحلية بما يقارب 7.5 مليار ريال تم سحبها من خلال 14 مليون عملية في حين بلغت قيمة ماتم سحبه عبر نقاط البيع بوساطة الشبكة السعودية مايزيد على 7 مليارات ريال تم سحبها من خلال 13 مليون عملية. وازاء هذا الاقبال المتزايد على اقتناء البطاقات المصرفية واعتمادها كوسيلة للدفع عوضا عن الاوراق النقدية فقد رافق ذلك نمو حجم شبكة اجهزة الصرف الالي التي بلغ تعدادها مع نهاية شهر مايو 3275 جهازا مقارنة مع 2768 خلال نفس الفترة من عام 2002م في حين ارتفع عدد اجهزة نقاط البيع من 22738 جهازا من شهر مايو 2002م لتصل الى 25898 جهازا مع نهاية شهر مايو 2003 وهو نمو يعكس مدى الاهتمام الكبير الذي تبديه البنوك السعودية في زيادة الوعي المصرفي لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء وفي نشر المفاهيم التسويقية والمصرفية المبتكرة والاكثر فائدة وامانا وراحة لعملائها وتعميم استخدام التقنية المصرفية وتسخير القنوات الالية التي تمكن العملاء من تلبية احتياجاتهم الشخصية المالية وبسهولة ويسر حيث بلغ حجم البطاقات المصدرة من قبل البنوك المحلية مايزيد على 5.5 مليون بطاقة. وتتجاوز الفوائد العائدة على استخدام البطاقات البلاستيكية ميزة الراحة والامان وتقليص مخاطر استخدام الاوراق النقدية وتسهيل انجاز العمليات الشرائية وتنظيم العمليات الاستهلاكية وترشيدها الى ابعد الحدود الى جانب مايمكن توفيره لحامليها من امكانية تسديد فواتير الخدمات العامة بواسطتها كالكهرباء والهاتف فضلا عما تم طرحه مؤخرا من خدمة تسديد المخالفات المرورية الامر الذي يحقق توفيرا للوقت والجهد.كما يكفل استخدام البطاقات البلاستيكة تنظيم العمليات الشرائية والمصرفية عبر امكانية متابعة السحوبات والمشتريات على نحو دوري وعند الحاجة من خلال طلب كشف حساب مفصل وعلى الصعيد الوطني فان تعميم استخدام البطاقات البلاستيكية يسهم في تنشط الدورة المالية والمحافظة على السيولة النقدية الكبيرة داخل المصارف وفي مؤسسة النقد.وحسب مصادر مصرفية فان وظائف البطاقات البلاستيكية ستشهد خلال المرحلة المقبلة تطورا ملحوظا عبر توفير خدمة اعادة شحن بطاقات الجوال المسبقة الدفع واعادة شحن بطاقات الانترنت المسبقة الدفع كذلك. الى ذلك فقد شهدت الاونة الاخيرة طرح اول بطاقة مصرفية ذكية ضمن جهود القطاع المصرفي لتطوير البنية التقنية والالكترونية وتوفير حزمة مبتكرة من الخدمات المصرفية الالكترونية التي تضمن رفع معدلات الامان بالنسبة للعملاء وتتيح في الوقت ذاته توسيع رقعة المزايا المترتبة على استخدام البطاقات البلاستيكية. وتتميز البطاقة الذكية بدرجة امان عالية تكفل تقليص احتمالات التزوير لاحتوائها على نظام مغنطة مطور يضمن سلامة المعلومات المشفرة الى جانب مايمكن للبطاقة ان تحققه من سرعة في اتمام العمليات المصرفية وتوفير مزيد من الوقت والجهد على حامليها. ومن المتوقع ان يشهد العام المقبل قيام كافة البنوك المحلية بطرح البطاقات البلاستيكية الذكية وذلك بعد اتمام كافة العمليات الفنية والتقنية اللازمة.