عندما شرعت في إعداد أسئلتي لحوار مع مالك ورئيس تحرير مجلة (قطوف), وضعت نصب عيني هموم الشعراء واتهاماتهم المتكررة لأرباب المجلات, ولكن من اللحظات الأولى لحواري مع سلطان الزبني, شعرت بأني أمام شخص يشعر بحقيقة الخلل الذي تعانيه المجلات الشعبية حاليا, ويؤمن بأحقية كل شاعر حقيقي في الظهور, ويحارب أساليب المتاجرة بصفحات مجلته على حساب المصداقية, لهذا فقد اختصر علي الكثير من الأسئلة حول هذه المسألة, (قطوف) من المجلات القليلة التي فرضت اسمها في ساحة الصحافة الشعبية, وبعد أن توقفت نهائيا, انبرى لها هذا الصحفي المتمرس في أروقة الصحافة, فدبّت فيها الحياة من جديد, وراهن البعض على استحالة صمودها أمام هذا الكم الهائل من المجلات السابقة واللاحقة, ولكن من كسب الرهان هو هذا الزبني الذي يعتبر تمسكه بشرف المهنة هو أساس النجاح, رافضا الواقع السيىء لمجلات الشعر الذي تشكل على مدى السنوات الماضية نتيجة تصرفات لامسئولة لمن نصبوا أنفسهم رعاة للشعر والتراث, صراحة سلطان متناهية يحدها الصدق من جميع الجهات بعيدا عن الادعاءات والترويج للتهم الباطلة ضد الآخرين, كان لنا معه هذا الحوار الذي نعلم يقينا أنه لم يشبع كامل رغباتنا في البحث حول واقع الصحافة الشعبية والساحة برمتها خاصة عندما يكون الضيف يقف على بوابة نشر واعلام وثيقة الصلة بالشعر والشعراء. * بعد عودة (قطوف) الى الصدور من جديد . ما التوجهات التي تنطلقون منها وما طموحاتكم ؟ لنا فلسفة خاصة بنا في (قطوف) وهي تسليط الأضواء على الشعراء الحقيقيين الذين ظلموا و لم تنصفهم المطبوعات الأخرى, بالاضافة الى أننا سنركز أكثر على جانب التراث القديم والفن الشعبي برموزه وتاريخه. * هذا يعني أن تقر بوجود ظلم تمارسه المجلات الحالية ؟ من المؤكد أن الظلم قائم ومحاولات فرض أسماء معينة بالقوة على المتلقي قائمة وهذا لا ينكره أحد, وأسباب ذلك كلها شخصية بحتة وسعي وراء مصالح ذاتية لدى محررين ورؤساء تحرير. * بعد صدور العدد التاسع من مجلتكم بعد عودتها, ما العقبات والمصاعب التي واجهتموها ؟ أنا لست جديدا على العمل الصحفي حتى أقع في مآزق فنية أو غيرها تحول دون استمرار المجلة, لذلك لم تواجهني أي متاعب لا مادية ولا غيرها, ولقد حزنت كثيرا في بداية صدور (قطوف) عندما نسبوا ملكية المجلة لأشخاص آخرين بينما الصحيح أنها ملك لي وأصرف عليها من جيبي الخاص. * وما السبب وراء مثل هذه الأقاويل ؟ ربما قصدوا بذلك التقليل من شأن المجلة وصاحبها والتحجيم لهذا العمل والتأثير على المعنويات, ولكن أحمد الله فكل هذا لم يتحقق لهم. * ألا ترى أنك تجني ثمرة نجاح فهد عافت الذي أسس ل(قطوف) وأكسبها نجاحا وشهرة خلال فترة رئاسته للتحرير فيها ؟ لا أبدا فهد عافت اذا أردنا قول الحقيقة هو الذي قضى على (قطوف) حتى توقفت بتخبطاته الصحفية, وبمواضيعه وطرحه وإبرازه لنفسه من خلال وضع صورته على الغلاف أكثر من مرة, هل رأيت رئيس تحرير مجلة يضع صورته على الغلاف !!. * ولكنك لا تستطيع انكار ما كان يمتاز به من حرفة صحفية معروفة ؟ لا أنكر ذلك, ولكن في الوقت نفسه كانت له ممارسات صحفية يجمع الكل على خطئها. * ما سياسة النشر لديكم خاصة مع القصائد ؟ النص الجيد يفرض نفسه لدينا, يعني لو قدم لنا شاعر مشهور قصيدة ليست بالمستوى الجيد نبقيها جانبا ولا تنشر, ونحن على علم بأساليب بعض الشعراء ولا تخفى علينا طرقهم في التعامل مع المجلات, حيث يقومون بإعطائنا القصائد المتواضعة لهم كوننا نوزع أقل من مجلات أخرى وفق وجهة نظرنا, ونحن في (قطوف) نحاول كسر القيود التي فرضها البعض على الشعر وأخص بالذكر شعراء الثمانينات وأنادي بإتاحة الفرصة للشعراء الجدد والمواهب الجديدة. * وهل تعتقد أن هذه السياسة ستصمد خاصة أنكم بحاجة للتسويق ؟ هذه سياستي ومقتنع بها ولن أبدلها . * حتى لو وجدت أن هذا سيلحق الضرر بمجلتكم ؟ من قال إنه مضر !! بالعكس أنا لدي نجوم ينشرون بالمجلة ويسوقون لها أفضل بكثير من نايف صقر وخالد المريخي وغيرهم, فهؤلاء انتهى وقتهم ولم يعد القاريء يبحث عن جديدهم , وانا صاحب مطبوعة ومتأكد من هذا الشيء , فلم يعودوا يقدموا ما يستحق المتابعة وطرحهم تغير كثيرا لأنهم استهلكوا بكثرة. * اذا ما الذي يبحث عنه القارىء حاليا ؟ القارىء الآن واع ويبحث عن النص الجيد مع أن هناك قراء سذج ومتابعين أغبياء ولكن بالنسبة لنا في (قطوف) لا نخاطب هذه الطبقة من القراء ولا يعنوننا في شيء. * نريد وصفا موجزا للساحة في الكويت حاليا وصحافتها الشعبية ؟ ساحة الشعر في الكويت متوهجة على مدار العام والفرص الاعلامية فيها أكثر, وهناك مجلتان الآن هما (المختلف) و(قطوف) تسيطر على الصحافة الشعبية, ولكن دعني أصارحك بأن المادة الصحفية لمجلاتنا قائمة على شعراء السعودية الذين يعتبرون الأفضل من حيث الشاعرية بالإضافة الى كثرتهم. * وهل هذا يعني أن السوق السعودية مهمة بالنسبة لكم ؟ نعم مهمة جدا, ولكن لا نغفل السوق الكويتية والقطرية, ولكن يبقى للسوق السعودية وأهل السعودية عموما خصوصية فهم أخوة كبار لنا ونعتز بهم شعبا وقيادة. * لماذا نرى الجدل دائما حول أمسيات الشعر بمهرجان (هلا فبراير) ؟ أمسيات الشعر في هلا فبراير منذ انطلاقته بيد ناصر السبيعي الذي وقع في خطأ كبير بأن اقتصر المشاركة فيها على شعراء مجلته وصادر فرصا كثيرة على شعراء آخرين من حقهم أن يظهروا عبر هذا المهرجان. * وهل يتحمل ناصر المسئولية وحده, ألا يتحمل من وضع ناصر في هذا الموقع المسئولية نفسها؟ من وضع ناصر في هذا الموقع لا يتحمل المسؤولية فهو لا دراية له بالشعر, العتب كله يقع على ناصر نفسه الذي يجب أن يكون منصفا فالتاريخ لا يرحم ومواقفه هذه ستبقى ضده ان لم يتدارك الوضع. * يعرف عنك أنك أول من أدخل الفن الشعبي الى الصحافة من حيث تناول الأحداث والشخصيات وذلك عندما كنت في التسعينات ضمن طاقم المختلف, وقد أصبح هذا المجال مطروحا في معظم المجلات الشعبية هل أنت راض عن مستوى الطرح من قبل الآخرين تجاه الفن الشعبي وتاريخه ؟ لا للأسف لست راضيا, وخذ على سبيل المثال عبدالله الراجح الذي خلط الكثير من الأوراق بهذا الخصوص, لذك من الخطأ أن يقحم صحفي نفسه بمجال لا خلفية له عنه, أنا أستمد مادتي من محفوظات قديمة لدي من تسجيلات الوادي الأخضر وأعتمد عليها في طرحي الصحفي وكشفت الكثير من السرقات لفنانين وفنانات وأثبت ذلك وعرضني هذا للتهديد من أطراف مختلفة. * ما الطريقة المتبعة لديكم في التعامل مع الشاعرات بحكم أن هناك انطباعا بأن مسألة تواصل الشاعرات مع المطبوعات فيها نوع من التعقيد والمشاكل ؟ لا يوجد تعقيد ولا خلافه ونحن نتعامل مع القصيدة فقط حتى لو كان الاسم النسائي المستعار جديدا, ولا نشترط أن نسمع صوت الشاعرة كما يفعل الآخرون ويكفينا التواصل بيننا وبينهن عبر الفاكس, ونحترم ونقدر جدا الشاعرة الملتزمة بعاداتها وتقاليدها. * ما تعليقك على ما يتردد بأن أغلب الشاعرات يكتب لهن من قبل شعراء ؟ هذه تفاهات, والشاعر أوالصحفي الذي يردد مثل هذه الأقاويل يريد الظهور فقط, دعوا الشاعرات ينشرن واحكموا عليهن من خلال النصوص المقدمة, ثم أن هناك حقيقة لا يصرح بها أحد وهي أن هناك شعراء بارزين يكتب لهم, لماذا لا يتكلم أحد عن ذلك. * في الآونة الأخيرة كثر الجدل حول وفاة الشاعرة عابرة سبيل. وحقيقة شخصيتها. ما الذي تعرفه عن عابرة بحكم أنك كويتي ووثيق الصلة بالساحة الشعبية هناك ؟ الشاعرة عابرة سبيل كويتية وتوفيت رحمها الله منذ أشهر وخبر وفاتها أذيع عبر نشرة الأخبار في اذاعة الكويت باسمها الحقيقي, لكني هنا لست ملزما بكشف اسمها بما أنها أرادت أن يبقى اسمها الحقيقي طيلة حياتها محجوبا عن الجميع, وقصائدها التي عرفها الجميع بها هي قصائدها وكل حديث يخالف هذه الحقائق ضرب من الجنون. * كيف ترى ظاهرة كثرة المجلات التي تعنى بالشعر الشعبي ؟ أكثر هذه المجلات أسسها أصحابها للوجاهة فقط ولا يعتبرون أصحاب تجارب صحفية مشهود بها والبعض منهم لا علاقة له بالشعر أصلا, وهم دخلاء جاءوا من أجل الترزق من وراء هذه المجلات لكنهم يسيئون للمجلات المتخصصة, وخسارتهم واردة بقوة. * هل أنت ممن يؤيد احتكار شعراء معينين لمجلة معينة ؟ أصلا الشاعر الذي يرضى بأن يكون وقفا على مجلة بعينها هو جبان ولا يوجد لديه ذرة من رجولة, لأنك كرجل يجب أن تكون لك شخصيتك ولك رؤيتك ولك كامل الحرية بأن تنشر قصائدك حيثما شئت. * الشاعر علي القحطاني تولى لفترة ملف الشعر الشعبي لديكم ثم انقطع عن الاشراف, مما جعل البعض يعتقد بوجود خلافات بينكم, ما هي أسباب انقطاعه وانسحابه من (قطوف) ؟ علي علاقتي معه قديمة جدا قبل المجلات, وقد أسندت اليه ملف الشعر في الاعداد الأولى من (قطوف) وقام بدوره على أكمل وجه, ثم من تلقاء نفسه قرر الابتعاد عن أجواء الصحافة والعمل الصحفي, وهناك البعض تكلموا من غير علم وقالوا إننا استغللنا اسمه دون علمه وهذا ليس صحيحا أبدا, وعلي الآن موجود وبامكان الجميع التأكد من ذلك وسؤاله شخصيا, ونحن في (قطوف) أسرة واحدة والخلافات بيننا معدومة لأن القرارات حول القصائد والمواضيع التي تنشر جماعية. * قد يكون لأحد تعليق أو اعتراض على ما جاء في هذا الحوار, هل لديك وسيلة اتصال يسهل من خلالها التواصل معك؟ بالطبع أنا مستعد لأي انتقاد أو معارضة أو اقتراح وبامكان من أراد ذلك التواصل معي عبر ايميلي الخاص [email protected] الضيف مع المحرر