قد يبدو من المفارقات ان القوات الامريكية تدير عملية البحث عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين انطلاقا من قصوره في تكريت مسقط رأسه. فقد اقامت الفرقة الرابعة مشاة للجيش الامريكي التي تسيطر الآن على تكريت مقار قيادتها في القصور التي أنشأها الرئيس السابق من الرخام على ضفاف نهر دجلة الخضراء بينما كان العراقيون يموتون تحت وطأة العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة لمنعه من شن حروب. ويعتقد القادة الامريكيون ان من المحتمل ان صدام ما زال يعيش في منزل من المنازل المتناثرة في السهل الذي تطل عليه القصور ويقولون ان لديهم معلومات مخابرات تفيد بانه أفلت من أيديهم عندما غادر بيتا من هذه البيوت قبل قليل من مداهمته. وقال الكولونيل جيمس هيكي قائد اللواء الاول بالفرقة الرابعة لدي تقديرات تفيد باحتمال ان يكون هنا. ويسيطر هيكي على تكريت من قصر صغير يطل على النهر. وقال الميجر تروي سميث الضابط التنفيذي في اللواء الاول امس السبت ان من المعقول الظن بان صدام اقام اخيرا في منزل ريفي الى الشرق من تكريت اغار عليه جنوده قبل اسبوع. واضاف للصحفيين وهو يقود واحدة من الدوريات الليلية العديدة التي تستهدف تأكيد الوجود الامريكي وكشف افراد المقاومة اذا كان هنا فسنمسك به. ويقول هيكي انه ينقل الحرب الى ارض العدو في معقل نظام صدام البعثي العشائري من خلال شن مئات الغارات. وقال انني مستعد لقتل او اعتقال اي مسؤول كبير في النظام. لكنه اكد رغم هذا ان هدفه الرئيسي هو تدمير الشبكات القديمة للزعيم العراقي السابق وليس الامساك به تحديدا. وقال سميث ليس هناك ما يشير الى اننا على وشك القبض على صدام لكننا نقترب. ولم تجتذب دورية الكولونيل بعربات همفي تعلوها رشاشات سوى نظرات خالية من اي تعبير من ابناء تكريت الذين خرجوا لمباشرة شؤونهم في انحاء البلدة مساء امس الاول الجمعة. ولوح للدورية عدد قليل من الاطفال. وقال سميث ان من المحتمل ان اغلب السكان لا يرتاحون للوجود الامريكي لكن عشرة بالمئة منهم فقط مستعدون فيما يبدو للانخراط في اي مقاومة مؤيدة لصدام. وبعد ان قتلت القوات الامريكية عدي وقصي ابني صدام في شمال البلاد الشهر الماضي قد لا يجد صدام كثيرا من الاصدقاء واماكن الاختباء حتى في بلدته القديمة. ونجحت السياسة النشطة التي تقوم حسب وصف سميث على اقتحام المنازل وتفتيشها في اعتقال 1850 ممن يشتبه في ضلوعهم في هجمات في المنطقة في غضون اسابيع قليلة. واعلن رسميا عن مقتل 16 عراقيا وامريكيين في الغارات الا ان سميث يقول ان ما بين 100 و200 عراقي قتلوا. ومن بين الذين اعتقلوا على مقربة من المنطقة عبد الحميد محمود التكريتي سكرتير صدام الذي يأتي في الترتيب الرابع في قائمة تضم 55 من كبار الشخصيات العراقية المطلوبين والذي يعتقد انه كنز من المعلومات بخصوص الرئيس العراقي المخلوع. واعتقل ثلاثة اخرين من المشتبه بهم امس الأول.