غداة إطلاق النار الذي حصل ليل أول من أمس على الحدود الجنوبية قرب معبر الناقورة جنوب صور، والذي أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي كان في عداد قوة إسرائيلية تقترب من السياج الشائك في منطقة المشيرفة قرب نقطة للجيش اللبناني، وفيما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه تبلغ من قيادة الجيش أن الحادث «عمل فردي محصور في نطاقه الضيق»، حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الحكومة اللبنانية «مسؤولية مقتل الجندي إلاسرائيلي». وقال: «إن إسرائيل لن تتسامح حيال خرق سيادتها». واستدعى الحادث عقد اجتماع أمني ثلاثي في منطقة «يونيفل» في رأس الناقورة برئاسة القائد العام ل «يونيفيل» وضباط من الجيش اللبناني وآخرين من الجيش الإسرائيلي. وتعددت الروايات في شأن الحادث. ففي حين ذكر أن سبع رصاصات أطلقت على دورية إسرائيلية اجتازت الخط الفاصل، أفادت معلومات أخرى أن جندياً لبنانياً أطلق النار في نقطة متقدمة على قوة إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان ما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي سحب الجيش الإسرائيلي جثته إلى الأراضي المحتلة، كما فقد الاتصال بالجندي اللبناني الذي عاد صباح أمس إلى مركز عمله حيث تبين أنه كان مختبئاً داخل منطقة حرجية بسبب إطلاق النار. وفي المقابل أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الجندي اللبناني أطلق عيارات نارية بمبادرته الشخصية، وأن قوة إسرائيلية ردت بإطلاق النار في اتجاه أشخاص مشبوهين شوهدوا على الحدود. وأفادت معلومات أمنية من الجنوب، إضافة إلى «الوكالة الوطنية للاعلام» بأن حالاً من التوتر الشديد تسود على طول الحدود الجنوبية مع فلسطينالمحتلة، في ظل تحركات غير اعتيادية لجيش العدو الإسرائيلي الذي كثف من دورياته الراجلة والمدرعة على طول الخط الممتد بين العديسة - كفركلا حتى مرتفعات كفرشوبا وجبل الشيخ في ظل تحليق لطائرة استطلاع من دون طيار فوق خط التماس لمزارع شبعا المحررة مع قرى العرقوب. وأن طائرات حربية إسرائيلية، حلقت على علو متوسط وفي شكل دائري، فوق منطقة الناقورة وفي أجواء البقاع الغربي وقرى وبلدات قضاء صور على علو متوسط. ونفذت طائرات أخرى غارات وهمية فوق أجواء مدينة صيدا ومنطقتها وعلى علو متوسط. وكانت منطقة الناقورة عاشت ليلاً متوتراً (أول من أمس) حيث شهدت سماء المنطقة المذكورة وعلى طول الحدود على الخط الأزرق قنابل مضيئة وتحليقاً للطيران الحربي والمروحي واستنفاراً عالي الجاهزية من جانب الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي. وسمعت أصوات إطلاق نار من أسلحة متوسطة وثقيلة. وأفيد بأن القوات الإسرائيلية مشطت قرابة الواحدة بعد منتصف الليل المنطقة الحرجية من الجانب اللبناني عند رأس الناقورة بالأسلحة المتوسطة. فيما عملت قوات «يونيفل» على تهدئة الأجواء بين الطرفين. وتمنى الرئيس ميقاتي، «الحفاظ على الهدوء على الحدود إلتزاماً بالقرار الدولي الرقم 1701». وكان ميقاتي عقد سلسلة من الاجتماعات السياسية والأمنية والديبلوماسية والإدارية في السراي الكبيرة أمس. واستقبل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي وعرض معه الوضع في جنوبلبنان والتحقيقات في شأن حادث الناقورة. وأبلغ بلامبلي ميقاتي أنه متوجه إلى الناقورة اليوم ليرأس اجتماعاً لمتابعة الموضوع. وخلال الاجتماع، أكد ميقاتي لبلامبلي أنه تبلغ من قيادة الجيش أن ما حصل على الحدود هو «عمل فردي محصور في نطاقه الضيق». بلامبلي وأشار بلامبلي بعد الاجتماع إلى البيان الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي «ندد بحادثة إطلاق النار أمس على جندي من قوات الدفاع الإسرائيلية من جانب جندي في الجيش اللبناني في محيط الخط الأزرق في الناقورة وإلى دعوته لالتزام الهدوء». وكان الأمين العام أشار إلى تعاون قوات الدفاع الإسرائيلية والجيش اللبناني مع «يونيفيل» للتحقق من الوقائع، كما ذكّر القوات المسلحة اللبنانية بمسؤولياتها بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وحضّ كلا الجهتين بشدة على ضبط النفس». ولفت بلامبلي إلى أنه «اغتنم الفرصة لإدانة الاعتداءات على حاجزين للجيش اللبناني في الأولي، شمال صيدا وفي مجدليون». وعبّر عن تعازيه «للوفاة المأسوية لجندي من الجيش اللبناني وتمنى الشفاء العاجل للآخرين الذين أصيبوا في هذه الاعتداءات». وكرر «دعم الأممالمتحدة القوي للجهود التي يقوم بها الجيش اللبناني من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار في البلد في وقت تزداد التحديات الأمنية». وعبر عن أمله في أن «يتم سوق كل من كانت له يد في هذه الاعتداءات إلى العدالة في أقرب وقت ممكن». وفيما أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بأن «الجيش الإسرائيلي ترك للطاقم السياسي تقرير «الرد المناسب» على مقتل جندي بنيران من الجانب اللبناني». قال وزير الدفاع الإسرائيلي: «نعتبر الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني مسؤولين عما يحدث في جانبهما من الحدود ولن نتسامح حيال خرق سيادتنا على طول أي حدود وبالتأكيد ليس عند الحدود مع لبنان فقط». وأردف: «فهمنا أن من أطلق النار على جندينا هو جندي في الجيش اللبناني». وقال: «إن ضباطاً من الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني سوية مع مسؤولين في «يونيفيل» سيستوضحون الحادث وسنطالب الجيش اللبناني قبل أي شيء بأن يقدم تفسيراً عما حدث بالضبط وما إذا كان الحديث عن جندي لم يطع التعليمات وأية إجراءات اتخذت ضده وماذا ينوي الجيش اللبناني أن يفعل من أجل عدم تكرار أحداث من هذا النوع؟». تننتي: الاجتماع ايجابي وكان الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» أندريا تننتي، أعلن أن القوات الدولية «تبلغت عن حادثة خطرة على طول الخط الأزرق في محيط عام رأس الناقورة». وقال: «إن القائد العام ل «يونيفيل» الجنرال باولوا سييرا يقوم باتصالات بنظيريه من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ويحضّهما على ضبط النفس». تابع: «وفقاً للمعلومات المعطاة لنا، فإن الحادثة وقعت على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وإن الأطراف يتجاوبون مع يونيفيل». وأشار تنتني إلى أن «نتائج الاجتماع الثلاثي في الناقورة إيجابية والجهتان وافقتا على ضبط النفس والمحافظة على الاستقرار».