أخيرا يحقق القدر أكبر اماني لادان ولاله , الفتاتين الإيرانيتين الملتصقتين بالرأس اللتين حلمتا بالانفصال فقد فصل الموت بينهما وتحققت رغبتهما ولكن جثتين بلا حراك , بعد عملية جراحية دامت 52 ساعة , ودعت ايران الفتاتين وداعا حزينا حيث خيمت حالة من الحزن في ايران حدادا على الفتاتين , وقد تفجرت موجة من الجدل بشأن هذه القضية ولكن العملية أجريت للعروسين وأراد الله ان تكون المغامرة خاسرة فهل غامر الأطباء ايضا معهما ؟ والسؤال هل في الطب ايضا مغامرات ؟ اسئلة كثيرة محيرة , وجدل عالمي, وثمة أوجه مثيرة للقلق خاصة بعد اعتراف احد الجراحين بأن العملية كانت اصعب مما توقعه الاطباء , إذا هناك خطأ في الحسابات مهما كانت التبريرات فهذه العملية كانت أول عملية جراحية تفصل توأمين بالغين , فهل كانت نسبة نجاح العملية مشجعة لدرجة الإقدام الفعلي على اجراء مثل تلك العملية في الوقت الذي رفضت وبإصرار من قبل اطباء آخرين في السابق ؟ كما يعتقد ان الاسلوب المتبع في إجراء العملية لم تكن حساباته دقيقة فقد قال أحد جراحي الأعصاب المشاركين في عملية التوأمتين: كما يجب أن تتم العملية على عدة مراحل بدلا من اجرائها دفعة واحدة , وقال آخر: انه لو تمت العملية على ثلاث أو اربع مراحل على مدى عدة اسابيع لأحدث ذلك فرقا كبيرا , إذا كانت هناك سرعة ومجازفة , وهل تجوز المجازفة بأرواح الناس , سبق ان رفض الأطباء الألمان إجراء فصل الفتاتين بعد ان أوضحت الفحوصات أن فصلهما قد يودي بحياتهما.. هذه الجراحة الماراثونية غير المسبوقة التي صنعت تاريخا فهل اصابوا القرار ؟ المهم ان الصفحة الأخيرة من تاريخ الفتاتين شاء لها الله أن تطوى مهما كانت الأسباب .. تقول إحدى صديقات التوأمتين , قبلت الشقيقتان مواجهة خطر الموت في الجراحة البالغة الخطورة من أجل حلم الانفصال وعيشة طبيعية لأن هذا الالتصاق فرض على حياتهما الكثير من الصعوبات فقد كانتا تجابهان , بالقيود الجسدية والتشوهات وأحيانا بالسخرية بالرغم من عملهما بأن التصاق الرأس الذي يحدث مرة واحدة بين كل مليوني طفل يكون النجاح فيه الأندر حدوثا فلم وافق الاطباء على رغبتهما ؟ ولماذا التسرع إذن ؟ لقد كان تحديا ضخما للطب , كان الله في عون والديهما ومتبنيهما رضا صفيان الذي بكى وقال: لقد شاركتانا المنزل 27 عاما وأشعر بفراغ كبير , أحسست عندما اخذوهما الى سنغافورة أنهم سيعيدون لنا جثتيهما لقد أخذوهما هناك وقتلوهما , وفي السابق أصر رئيس معهد علم الاعصاب على رفض طلب الفتاتين بعدما اظهرت الفحوصات اشتراكهما في وريد واحد يسحب الدم من الدماغ للقلب مما يعني أن فرص النجاح معدومة فهل الفريق الطبي الذي قام بالعملية كانت لديه إمكانيات فائقة في تحطيم المستحيل ؟ هذه القضية معقدة ستترك أثرا لا شك في تفكير التوائم الملتصقة مئات المرات قبل اجراء عمليات الانفصال وهذا ما حدث بالفعل فقد تخلت التوأم الهندي ايار وجيارا راتون عن فكرة إجراء عملية فصل بعد أن سمعتا بوفاة الفتاتين , وقررتا الاستمرار بوضعهما الحالي ومباشرة حياتهما الطبيعية , وكل ما ذكرته بناء على ما قرأت من مصادر مختلفة وكلنا نعرف ان ما جرى قضاء وقدرا وأن الاعمار بيد الله ولكن عندما تتألم القلوب تتكلم بلسان الحسرة مشاركة وجدانية مع محبي زهرتين قطفتا من بين محبيهما.