دفن التوأم الايرانيتان لادان ولاله بيجاني امس السبت جنبا الى جنب لكن في قبرين مختلفين في الوقت الذي شيع فيه آلاف الايرانيين الاختين اللتين استحوزت شجاعتهما واصرارهما على الانفصال على اهتمام الناس في انحاء العالم. واصطف المشيعون على التلال وراحوا يبكون حزنا اثناء سماعهم آيات من القرآن الكريم. وحملت الجثتان الى المقبرة القريبة من منزل والديهما في قرية نائية في جنوبايران. ومات التوأم في غرفة العمليات في سنغافورة يوم الثلاثاء في المراحل الاخيرة من جراحة ماراثونية محفوفة بالمخاطر لفصلهما. وقال دودالا بيجاني والد التوأم: نحن راضون. جاء التوأم الينا قبل ان تذهبا لاجراء الجراحة وحصلتا على خطاب بموافقتنا على اجراء الجراحة. واجرتا العملية بكامل ارادتهما. وراحت عاملات من الهلال الاحمر يلقين بالزهور على جثتي لادان ولاله اثناء وضعهما في مثواهما الاخير. وقالت ابنة عمهما غوربانالي بيهزادة ان وفاة لادان ولاله عبء ثقيل بالنسبة لنا وقد مسنا جميعا من الاعماق. واضافت: مرحهما وتضحيتهما درس للجميع في تحمل مصاعب الحياة. وغطت لافتات سوداء بيتهما المتواضع المبني بالطين. وكتب على احدى اللافتات: تعازينا للشعب الايراني لرحيل هاتين العصفورتين لادان ولاله. وقال احد الاطباء الامريكيين من الفريق الطبي في مقابلة يوم الجمعة ان الجراحين الذين اجروا العملية حاولوا اقناع التوأم بالعدول عن الجراحة لفصل رأسيهما الملتصقتين ولكنهما اصرتا على المضي قدما. واضاف الدكتور بن كارسون انه لم يكن يؤمن ابدا بوجود فرصة معقولة لنجاح العملية. وقال ان افراد الطاقم الجراحي الذي اجرى العملية للفتاتين بذل جهدا كبيرا في محاولة لاثنائهما قبل بدء الجراحة. وتوفيت لاله ولادان يوم الثلاثاء بفارق 90 دقيقة الواحدة عن الاخرى نتيجة فقد كمية كبيرة من الدم في الوقت الذي كان فيه الاطباء في المراحل الاخيرة من الجراحة. وقال كارسون مدير جراحة الاعصاب في مستشفى جامعة جون هوبكنز في بالتيمور في مقابلة مع شبكة تلفزيونية: لم يكن من الممكن ابدا اثناؤهما. اعتقد اننا كنا سنصبح جميعا سعداء لو قالتا اننا غيرنا رأينا حتى ولو قبل دقيقة واحدة من الجراحة. وولدت الفتاتان لاسرة مزارعة فقيرة قبل 29 عاما وبقيتا في مستشفى في مدينة شيراز. ويقول والدهما ان الفتاتين اختفيتا بعدما فر الاطباء الامريكيون الذين كانوا يتابعونهما اثناء الاضطرابات التي سادت ابان الثورة الاسلامية عام 1979. وعثر الاب عليهما بعد سنوات في خرج قرب العاصمة طهران حيث تبناهما طبيب ثري. ويقول الطبيب علي رضا صافيان انه عثر على التوأم في المستشفى. ورغم صدور حكم محكمة يقضي بضم التوأم لحضانة والدهما بيجاني الا انهما قررتا العيش مع صافيان لعجزهما عن العمل في مزرعة في قريتهما. لكن التوأم انفصلتا في وقت لاحق عن صافيان وقال الطبيب لرويترز انه لم يكن على اتصال بهما منذ نحو 18 شهرا. وفي اليوم الذي دفنت فيه لادان ولاله اعلن في اليونان عن ولادة توأم ملتصق عند الجبهة. وقال متحدث باسم مستشفى ايبوكاراتيو بمدينة ثيسالونيكي بشمال اليونان ان التوأم هما الحالة الاولى المعروفة في اليونان لتوأم ملتصق عند الجبهة. وقال المتحدث لرويترز انهما ولدتا ملتصقتين عند الجبهة في 12 يونيو وهما في صحة جيدة... نأمل ان نحصل على النصيحة من الخارج بشأن امكانية فصلهما. حزن عم إيران بوفاة التوأم