زيارة محمود عباس رئيس الوزراء الفلسطيني بعد أيام الى الولاياتالمتحدة بدعوة من البيت الابيض فرصة ثمينة لاعادة ماشاب العلاقة نتيجة ظروف عديدة يدركها كل مراقب للشأن الفلسطيني ان الزيارة في حد ذاتها مكسب يتمثل في كسر احتكار ساسة اسرائيل للتواصل مع البيت الابيض ومع الخارجية الامريكية، حيث يمكن اعتبار الولاياتالمتحدة هي القوى الفاعلة في ميزان الصراع العربي الاسرائيلي، وبما ان الرئيس الامريكي جورج بوش قد التزم شخصيا بانجاح خارطة الطريق واعلان دولة فلسطينية على رئيس الوزراء الفلسطيني ان يتحدث بقوة عن الخطوات الايجابية التي قامت بها حكومته في مجال ترتيب الهدنة مع الفصائل الفلسطينية وكذلك في مجال تحقيق الامن والشفافية السياسية والمالية وفي مقابل اصرار حكومة شارون على الاستمرار في عنادها السياسي في مجال تسهيل مهمة محمود عباس ازاء الالتزامات التي ترتبت بعد ان أوفى بالكثير من تعهداته بينما شارون مازال أسير انانيته السياسية التي تتعارض مع الافق المفتوح للحل السياسي الذي جاءت به خارطة الطريق وتعهد به بوش شخصيا. لن نكون متشائمين في اطلاق احكام الفشل على الزيارة بل نرى ان هناك أملا قويا في ان تمثل الزيارة اختراقا للمواقف الامريكية خصوصا ان أبومازن يحوز ثقة الشعب الفلسطيني والمجلس التشريعي الفلسطيني وهو بالتالي المؤهل قانونيا وسياسيا للتحدث باسم الشعب الفلسطيني. وبالتأكيد أيضا يدرك البيت الابيض ان هذه الثقة تتطلب أكثر من الانحياز الاعمى للسياسات الاسرائيلية وان يولوا محمود عباس آذانا صاغية في شرح وجهة نظره لطبيعة المشاكل التي تواجهها الحكومة الفلسطينية وأهمها تضييق الخناق الاقتصادي على الشعب الفلسطيني وتعطيل آلية القرار السياسي الفلسطيني ليبدو محمود عباس عاجزا عن اقناع الفصائل الفلسطينية بمشروع خارطة الطريق. المطلوب من ساسة البيت الابيض ان يستمعوا لرئيس الحكومة الفلسطينية وان يتفاعلوا مع جهوده في احلال السلام العادل.