أمام مبنى كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك فيصل (بنات) وقفت سيارة إسعاف فتح سائقها غطاء المحرك ليخفف من حرارته، بينما يقف تحت اشعة الشمس أولياء أمور الطالبات في درجة حرارة تقترب من الخمسين، مقابلهم مبنى الجامعة حيث دخلت طالبات يصل عددهن الى الفي طالبة لأداء اختبار القبول في إحدى كليات الجامعة أو الكليات الصحية بالدمام . الرابعة صباحا الفا طالبة دخلن صباح امس الامتحان مع ساعات الفجر الاولى، فحضورهن الى الجامعة بدأ في الساعة الرابعة فجرا واكتمل عقد الجميع في الساعة السادسة والنصف إلا ان الامتحان لم يعقد الا في الساعة التاسعة واستمر ثلاث ساعات كاملة وكان خروج الطالبات في الساعة الواحدة والنصف إلا الثانية والنصف ظهرا، ولا يوجد ما يؤكل أو يدخل جوف الطالبات القلقات الا الماء البارد الذي وفرته الكلية اليهن مجانا.. البوفيه مغلق، والجامعة في منطقة بعيدة عن العمران. تقول الطالبة ريم من منطقة الدمام ل (اليوم) انها حضرت الى الكلية في الساعة السادسة صباحا وكانت المباني المخصصة للطالبات في حالة ازدحام شديد، والمواقف في الخارج لا مكان فيها لدراجة هوائية مما اضطر والدها الى تركها تسير على قدميها لمسافة تصل الى نصف كيلومتر. وتضيف: ان استقبال الجامعة كان جيدا وتمت عملية أخذ الاوراق الثبوتية مع بداية الاختبار، والأسئلة كانت متوسطة بعضها سهل والآخر عكس ذلك، الا ان أغلب الطالبات أبدين ارتياحهن من الاسئلة ونوعيتها، ولكن ما يقلق هو العدد الكبير الذي تقدم للحصول على المقاعد المحدودة في الجامعة والكليات الصحية، وان الفترة القادمة ستكون صعبة جدا على الجميع إذ سيبقين في انتظار اعلان الاسماء، وبلاشك ستكون مفرحة للبعض وقاسية أشد القسوة على الاكثرية. معاناة الطالبة رانيا (من الدمام) تؤكد انها لحظات صعبة قضينها - الطالبات - في أروقة الجامعة، وان الجامعة لم تعطهن أي شيء يدل على انها أدت الامتحان أو ما يثبت ان الجامعة استلمت وثائقها. وتضيف رانيا انها شاهدت طالبات قدمن من خارج منطقة الدمام، مثل الاحساء والقطيف والجبيل والنعيرية .. ومناطق أخرى بعيدة، وأن بعضهن قلن أنهن خرجن من بيوتهن قبل منتصف الليل ووصلن الى الجامعة في الساعة الرابعة فجرا، كما انها لم تتوقع هذا العدد الكبير من الطالبات اللاتي سيدخلن الاختبار . والزحام الشديد، وعدم وجود بوفيه أو كفتيرية خصوصا ان الفترة التي قضينها في الاختبار تصل الى ثماني ساعات وبالتأكيد ان أغلب الطالبات لم يتناولن شيئا من البارحة. لماذا هنا فقط ؟ ويقول أحمد السعد (من الاحساء) ولي أمر طالبة تقدمت للاختبار: انه قضى الليل في منزل أحد أقاربه في مدينة الدمام ومع ساعات الفجر الاولى، وكان يعتقد أنه سيكون اول الواصلين الا أنه تفاجأ بالأعداد الكبيرة التي سبقته وتنتظر ان ينهي بناتهم الامتحان، ويضيف: إن المئات من الاحساء قدمن لاداء الامتحان، وكان يجدر بالجامعة أن تعقد اجتماعا مماثلا في مبنى الجامعة بالاحساء بدل هذا العناء، كما ان الجامعة بحاجة الى فتح كلية للطب في الاحساء وقد حان الوقت لذلك. الخوف المضاعف سائق سيارة الاسعاف يقول: انه تواجد منذ الساعة الخامسة صباحا أمام مبنى الجامعة وأنه لم يحدث أي اصابات أو حالات إغماء، إلا ان الطالبات قلن إن طالبة أصيبت بدوخة شديدة ناجمة عن حالة صداع حاد وإجهاد . وقال: ان اغلب الحالات التي يمكن ان تحدث هي ناجمة في الغالب عن اجهاد نفسي بسبب الاختبار، وقد يضاعفه فرص القبول التي ربما تكون قليلة، مشيرا الى انه من المرات النادرة التي في حياته في الهلال الاحمر الذي شهد زحاما من هذا القبيل .. ولا بد من وجود حلول لهذا الموضوع تخفف من معانات الناس التي لمسناها وسط شمس لاهبة، جعلتنا نخاف على أولياء الأمور أكثر من الطالبات، وكنا مستعدين نفسيا لعلاج ضربات شمس تحدث لهم، خصوصا بينهم الشيخ الكبير، والشاب الصغير الذين تحملهم أقل من غيرهم . حاولنا الاتصال بالجامعة لنتأكد من عدد الطالبات وسير الامتحان الا ان الجميع كانوا مشغولين في استقبال الطالبات واختبارهن.