عقد نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة للطاقة المتجددة الدكتور خالد السليمان ، اليوم ، في مقر المدينةبالرياض، مؤتمراً صحفياً لإعلان إطلاق المشروع الوطني "أطلس مصادر الطاقة المتجددة في المملكة" ، أبراز ملامح المشروع الذي سيتم تدشينه رسمياً الأربعاء المقبل في قاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية. وقال الدكتور السليمان في بداية اللقاء : إن هذا المشروع يعتبر البيئة الأساسية لمشاريع الطاقة المتجددة في المملكة , فعندما نتكلم عن الطاقة المتجددة فنحن نتكلم عن الطاقة الشمسية بتقنياتها المختلفة , فالطاقة الشمسية ليست تقنية واحدة وإنما عدد من التقنيات منها طاقة الرياح , وطاقة تحويل النفايات , وطاقة باطن الأرض , مشيراً إلى أن هذه الأنواع من الطاقة ستكون بمشيئة الله هي أساس برنامج الطاقة المتجددة في المملكة . وبين أهمية هذا المشروع الوطني في دعم مستقبل الطاقة المتجددة والنظيفة في المملكة، وما سيوفره "أطلس" من القراءات الأرضية بنحو شمولي من مواقع مختلفة، لبناء قاعدة بيانات يستفاد منها في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه والاستفادة منها في النواحي البحثية لتطوير التقنيات والحلول المناسبة لأجواء المملكة ومناخها المختلف في مناطقها المتعددة. وقال السليمان : إنه فيما يخص نوعية البيانات الموارد المتجددة التي سيجمعها برنامج رصد وقياس المصادر المتجددة ، سوف تتاح بيانات ذات جودة عالية من أجل تطوير مشاريع الطاقة من المصادر التالية: "الشمس , الرياح , الحرارة الأرضية,الطاقة من النفايات" وستستخدم البيانات التي يتم الحصول عليها من أكثر من 75 محطة لرصد مصادر الطاقة الشمسية في المملكة من ناحية الإشعاع الشمسي والأرصاد ومستويات الغبار، في دعم تخطيط مواقع مشاريع الطاقة ودراسات الجدوى ، إذ أن البيانات سيتم جمعها للمصادر الأخرى من الطاقة المتجددة، فإنها سوف تسهل أيضا تطوير مشاريع الطاقة. وأضاف قائلا : هناك مشروع من المتوقع أن يكتمل وهو أعداد أطلس وطني لمصادر الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية بنهاية العام ليتم استخدامه من قبل المهتمين وأصحاب العلاقة مثل الجامعات ومراكز الأبحاث ، بالإضافة إلى مطوري المشاريع ، ومن المتوقع أن يتم إنشاء عدد من محطات الرصد بما لا يقل عن مائة محطة موزعة بشكل دقيق ومدروس حول أنحاء المملكة خلال الفترة القادمة لرصد جميع المعلومات المناخية والجوية لمسح وتحديد موارد الطاقة المتجددة في المملكة وسوف يتم توفير المعلومات التي سيتم جمعها للباحثين والمهتمين عبر موقع إلكتروني يتيح لهم الاطلاع على ما يحتاجون إليه من المعلومات الأساسية التي ستجمع على سبيل المثال لا الحصر الإشعاع والطيف الشمسي و سرعة الرياح على مستوى المملكة بطريقة سلسة وسهلة. وأردف يقول : أن قياس مصادر الطاقة المتجددة موضوع مهم وضروري جداً خصوصا عندما تستهدف المملكة برنامج طويل الأمد، حيث يترتب على ذلك ضرورة تحديد الاحتياجات الأولية ومن أهمها استيعاب وفهم طبيعة الموارد المتجددة التي نملكها ، وعلى سبيل المثال ينبغي معرفة مستوى جودة الإشعاع الشمسي في المملكة التي حبانا الله بها ولكن تطويعها كمشاريع محطات شمسية كبيرة لإنتاج الكهرباء يحتاج إلى دراسة شمولية ليس بالأمر الهين ، حيث لابد من دراسة عناصر فنية كثيرة لتسهيل احتياجات من يعمل على تطوير الطاقة الشمسية في موقع جغرافي محدد ومن أهمها تحديد جودة الإشعاع الشمسي حيث تحتاج إلى دراسة نوعية الإسقاط الشمسي وقوته ومدى تأثير العوامل المناخية والجغرافية الأخرى " كالغبار ، والرطوبة ، والرياح السطحية ، والتربة ، والعوامل المسببة للصدأ ، ودرجة ميلان الأرض ، ووفرة المياه ، والظل الطبيعي من الجبال " وغيرها من العوامل التي ستؤثر على إنتاج الكهرباء . وأكد نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة للطاقة المتجددة الدكتور خالد السليمان أهمية عمل دراسة فنية لمعرفة كمية الطاقة التي من الممكن إنتاجها من موقع جغرافي محدد لإعداد الدراسات الفنية اللازمة حيث سيلتزم منتج الطاقة بتوريد طاقة خلال فترة زمنية محددة، وفي نفس السياق يحتاج الباحثين في مجال الطاقة الشمسية جميع المعلومات الممكنة لعمل الدراسات اللازمة حول طبيعة المواد التي من شئنها رفع كفاءة الألواح الشمسية وتحديد المواد المناسبة لعزل الألواح وغيرها من الدراسات العلمية والهندسية . وبين أن مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة تقوم بتطوير أطلس لمصادر الطاقة المتجددة على الانترنت يمكن من خلاله الحصول على مجموعات البيانات المبدئية شروعا من أواخر عام 2013م ، مما يسهل في إتاحة الوصول إلى البيانات من خلال الأطلس التفاعلي لمصادر الطاقة المتجددة الموجود على الانترنت حيث يمكن المستخدمين من المقارنة بين الخصائص المختلفة للموارد في مختلف المواقع داخل المملكة، مع خاصية عرض البيانات على شكل خرائط ورسومات وفي حالات أخرى يمكن دمجها إلى برامج تعمل في مجال تحديد مواقع محطات الكهرباء ودراسات الجدوى. وأبان أن المدينة تعمل مع العديد من الجهات الوطنية مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والجامعات والكليات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والشركة السعودية للكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والهيئة الملكية للجبيل وينبع وغيرهم من الجهات التي من المتوقع أن تكون المستفيد الأكبر من هذا المشروع ، مشيراً إلى أنه سيتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع المختبر الوطني للطاقة المتجددة ، ومعهد باتيلموميريال للأبحاث في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، بالإضافة إلى العديد من الجهات الوطنية من داخل المملكة. وأفاد رئيس قسم الأبحاث والتطوير والإبداع بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ماهر بن عبدالله العودان في عرضا مرئيا قدمه من جانبه أن الهدف من حفل تدشين الأطلس يتمثل في تقديم أطلس مصادر الطاقة المتجددة والتعريف بها ، والتعريف بالمزايا والعوائد التي يمكن أن يقدمها الأطلس للمطورين، والممولين، والباحثين, وتقدير وتكريم الشركاء الداعمين للأطلس ، وتأسيس مجتمع يختص بالأطلس لتمكينهم من المشاركة في مشروع قياسات الموارد المتجددة لمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة ( K.A. CARE ) . وأكد أن الأطلس سيدعم استراتيجية مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة (K.A. CARE) في تحقيق ما تصبو إليه من توفير للطاقة المستدامة في المملكة، وذلك من خلال توفير البيانات الخاصة بتطوير مشاريع الطاقة، والأبحاث، وأنشطة تطوير الخطط والسياسات المتعلقة بهذا الموضوع ، مفيداً أن أطلس سيدرج بيانات حول مراقبة موارد الطاقة الشمسية الجديدة التي يجري نشرها في جميع أنحاء المملكة، بالإضافة إلى مجموعة متنامية من الموارد الإضافية، والبنية التحتية، والبيانات البيئية، من خلال نظام سهل الاستخدام.