رغم تطور الخدمات الصحية في المملكة على المستويين العام والخاص.. الا أننا مازلنا نرى ان الكثيرين من المواطنين يفضلون العلاج خارج الوطن وان أعداد هؤلاء في تزايد مستمر.. والسبب مازال غير معروف. أحد المرضى الذي اتصل بنا منذ فترة طالبا نشر مشكلته في الصحيفة لكي يحصل على مساعدة لعلاجه بالخارج سألته عن السبب؟.. فرد عليّ قائلا: لا يوجد سبب.. فقط أنا افضل العلاج بالخارج.. وسألت آخر عن سبب سفره الى العلاج في الخارج فقال لي: الاطباء عندنا في المستشفيات لا يهتمون بالمريض الا الذي يأتي عن طريق العيادة الخاصة وهذا القول لا ينطبق على كل الأطباء بل على عدد منهم. اما رد المريض الثالث الذي سألته عن السبب فقد جاء مقتضبا جدا حيث قال: كيف تريدني أن أعالج في مستشفياتنا والاطباء العاملون فيها منشغلون في هذه الايام بمواجهات ساخنة مع وزير الصحة.. وهم متأثرون كثيرا بهذا الموضوع وهذا بدوره أثر سلباً على ادائهم تجاه مرضاهم بدرجة كبيرة وملحوظة! أعتقد ان موضوع عزوف عدد كبير من المواطنين عن العلاج في مستشفياتنا الحكومية رغم ما يتوافر فيها من تقنيات كبيرة جدا ومتطورة وكوادر طبية مؤهلة تأهيلا عاليا يحتاج الى دراسة من قبل الجهات المعنية وخاصة ان الاستراتيجية الجديدة للخدمات الصحية في المملكة تتوجه نحو تحويل البحرين الى مركز للسياحة العلاجية. نقول ذلك لأنه من غير المنطق ان نطالب الخليجيين وغيرهم ان يأتوا الى العلاج عندنا.. في الوقت الذي يهرب فيه بعض مواطنينا الى العلاج بالخارج.. وآخرون يقومون بالتسويق والترويج لمستشفيات واطباء في بعض الدول العربية ويحثون المواطنين على العلاج في هذه المستشفيات على انها اكثر تطورا.. لقد وصل الامر بهؤلاء الى القيام بمهام الاتصال وحجز الفنادق وترتيب السفر الى هذه البلدان ومع إلحاح هؤلاء يضطر بعض المواطنين الى الاقتراض من اجل السفر للعلاج بالخارج.. لكن للأسف يعود معظمهم بمرضه في أحسن الاحوال ان لم تكن العودة مع مضاعفات خطيرة تتحمل مستشفياتنا الحكومية أعباءها.. ويتحمل أطباؤنا اخطاء غيرهم من الأطباء في البلدان التي سافر إليها مرضانا بدعم من سماسرة العلاج. أعتقد ان من يقومون بالترويج للعلاج في المستشفيات في بعض البلدان العربية يرتكبون خطأ كبيرا في حق بلادهم فبدلا من ان يقوموا بالترويج لتلك المستشفيات الخاصة في البلدان العربية وغيرها فلماذا لا يقومون بالترويج للمستشفيات الخاصة بالمملكة والتي تضم كوادر طبية عالمية في شتى فروع الطب وهم عندئذ سيهمون في نجاح مشروع تحويل البحرين الى مركز للسياحة العلاجية. والسؤال الذي لايزال يطرح نفسه بشدة هو: الى متى سيظل المواطنون عندنا يفضلون العلاج خارج الوطن.. على الرغم من توافر كافة الإمكانيات الحديثة والمتطورة في مستشفياتنا؟!