ربما يخفى على البعض انه يوجد اكثر من 1400 مكتب هندسي في المملكة حسب المعلومات التي تم الحصول عليها من قبل الهيئة السعودية للمهندسين (اللجنة الهندسية الاستشارية سابقا). وتمتلك هذه المكاتب حسب اختصاصها من الامكانيات العالية في التخطيط العمراني والابداع المعماري والتميز الهندسي بجانب الاداء الاداري المتفوق. وقد نالت كثير من هذه المكاتب شهادات تقديرية لمستواها الراقي والفني وعلى سبيل المثال وليس الحصر شهادة ايزو الدولية (lnternational Organization for Standardization ( iso). وحيث اصبح عالمنا الان قرية واحدة يمكن التوصل الى المعلومة في ادق تفاصيلها وبسرعة فائقة يمكننا التعامل والاستفادة منها, ومن اجل مواكبة هذا التطور وخاصة في ظل الانفتاح على العولمة او ما يسمى التجارة العالمية التي اصبحت واقعا يجب التعامل معه في كثير من الامور الهندسية والفنية حيث انها تهدف الى تحقيق مستوى عال والتحرر من القيود الادارية والسعي الى دخول الاسواق المختلفة منها التخصصات العلمية الهندسية للارتقاء بمهنة الهندسة لتواكب التطور العلمي والتقني العالمي وتسخير آلياتها لخدمة المهنة وبالتالي لخدمة الوطن. واما على صعيد المقاولات فالمعروف ان كثيرا من المقاولين السعوديين قد اجتازوا الحدود المحلية الى العالمية وساهموا في بناء المؤسسات التعليمية وبناء المطارات وشق الطرق وبناء الجسور الضخمة وحفر الآبار واقنية الري والصرف وتجهيز محطات المياه ومضخاتها واقامة وسائل واجهزة الاتصالات وتوفير مبان للخدمات الصحية من مستشفيات وعيادات وتجهيزها بأحدث المعدات الطبية. ان هذا الانجاز في مجال المقاولات لابد ان يواكبه تميز في الاعمال المعمارية والهندسية بجميع تخصصاته لرفع القدرة التنافسية ومواجهة التحديات العالمية في القطاع الاستشاري المعماري والهندسي السعودي. ومن خلال تعامل ادارة المدينة الجامعية بجامعة الملك فيصل مع تلك المكاتب بطلب استشارات هندسية او تصاميم معمارية او اشراف فقد اتضح لدى المدينة الجامعية تصور وهذه من وجهة نظري الشخصية تلك المتمثلة في دعوة للتعاون بين تلك المكاتب او دمجها بهدف الرقي بهذه المهنة الى اعلى مستوى. وقد نمت فكرة هذا التعاون والدمج من واقع التعامل المباشر مع تلك المكاتب لتميز بعضها بالجانب المعماري الابداعي والاخفاق في المجال الهندسي والعكس صحيح وهذا ما نراه تلجأ بعض تلك المكاتب الى التعاون مع مكاتب استشارية عالمية بغية الحصول على سمعتها. ان بداية محاولة دمج تلك المكاتب تبدأ باستعراض الاهداف والاولويات التي تقتضيها المرحلة الحالية وذلك بدراسة جدوى الحالة الاقتصادية ثم بالتعاون لتأهيلها لتتنافس لدخول المنافسات والمشاركات الداخلية والخارجية ثم يتم تقييم التجربة والسعي في نهاية المطاف الى دمج بعض هذه المكاتب وذلك للارتقاء بمستوى الخدمات المعمارية والهندسية الاستشارية من خلال التأكيد على استقطاب والاعتماد بعد الله على الكوادر الهندسية والفنية السعودية والتي تتجاهلها كثير من المكاتب بالرغم من تمتعهم بخبرات متنوعة وعالية يستطيعون التنافس على مستوى العالم ويكسبهم الثقة ويحرصون على ابقاء سمعة المكاتب في المقام الاول. د. منصور ناصر بن جديد المشرف العام على إدارة المدينة الجامعية لمشاريع جامعة الملك فيصل