كثيرة هي شجون وقضايا المهنة الهندسية في منطقة الخليج ولعل ابرزها توحيد المواصفات وتصنيف وتأهيل المكاتب الهندسية الاستشارية والارتقاء بها وتطويرها مهنيا بالاضافة الى اصدار الانظمة والقوانين والآليات فيما يتعلق بمنح تراخيص المزاولة المهنية للمهندسين الافراد والمكاتب الهندسية والاستشارية اسعدتني اصوات كثيرة استمعت اليها في الملتقى الهندسي الخليجي السادس الذي عقد في الدوحة في مارس الماضي عندما كانت تناقش هذه القضايا من منظور خليجي موحد بعيدا عن الحديث عن البلد الواحد، لاشك في ان الحديث عن هذه الامور بشكل تكاملي بين دول المجلس سيثري المهنة الهندسية بكثير من الخبرات والتجارب المتنوعة ويسهم في تطويرها ودفعها للامام كما انه سيخلق نوعا من التنافس المحمود في سبيل الارتقاء بالمهنة الهندسية في المنطقة. هناك من تحدث عن اندماج الجمعيات واللجان المهنية والهندسية في دول المجلس وهناك من تحدث عن توحيد المواصفات الهندسية في دول المجلس وهناك من تحدث عن توحيد نظم مزاولة المهنة الهندسية لاشك ان هذا الملتقى كان بمثابة النواة التي نأمل ان تحظى بالعناية والرعاية لكي تؤتي اكلها ولو بعد حين وفي ذات السياق جاء موضوع الملتقي الهندسي السابع الذي سيعقد في دولة الكويت الشقيقة في شهر مارس 2003م ليناقش موضوع المواصفات الهندسية من منظور خليجي واحد. لقد آن الاوان لأن نتجاوز العمل الفردي المحدود الذي قيدنا وعطل طاقتنا ردحا من الزمن نعم آن الأوان لأن نعمل كخليجيين في الحقل الهندسي كأسرة واحدة لتحقيق مصالحنا وتطلعات شعوبنا ولمجابهة تحديات تيار العولمة والتنافس الاقتصادي العالمي، ربما يتساءل البعض عن امكانية توحيد المواصفات الهندسية وانظمة مزاولة المهنة في دول المجلس وهي لم تتحقق في البلد الخليجي الواحد حتى الان وفي هذا التساؤل اشارة الى ان كثيرا من المشاريع الهندسية والمهنية ربما تتعطل على المستوى الخليجي كما تعطلت لسنوات طويلة على مستوى كل دولة من دول المجلس هذا تساؤل الا ان العمل الجماعي في ظل الارادة القوية سيجعل من تحقيق هذه الامور امرا ممكنا والاولى والاجدر ان نتحدث عن سوق مهنة هندسية واحدة في دول مجلس التعاون الخليجي بدلا من ان نهدر سنوات في بناء المهنة الهندسية في كل بلد على حدة لنعود بعد ذلك مرغمين لبناء سوق مهنية خليجية موحدة ان المتفائلين من امثالي قد ينظرون للوضع الراهن في ظل غياب الانظمة المهنية والمواصفات الهندسية الموحدة في دول المجلس على انه فرصة حقيقية سانحة لبناء المهنة الهندسية من الاساس طالما ان الساحة الخليجية لا يوجد عليها بناء حقيقي قائم للمهن الهندسية فلو افترضنا وجود مواصفات هندسية موحدة في كل دولة فقد نختلف كثيرا عند توحيدها على المستوى الخليجي ولكن طالما انها مازالت غائبة فان من السهولة ايجاد مواصفات موحدة بشكل مباشر دون الحاجة لاهمال او تجاوز مواصفات قائمة وكذلك الحال فيما يتعلق بانظمة مزاولة المهنة والتصنيف المهني للمكاتب الهندسية والمهندسين الافراد.