تتجه الاوضاع في العراق الى التصعيد ومع زيادة حرارة الجو في المنطقة تزداد الاوضاع الامنية والسياسية سخونة وتعقيدا ودموية. ان الايام تمر دون حسم لموضوع الحكومة الانتقالية وعدم اعطاء المواطنين العراقيين حق ادارة البلاد بانفسهم وعدم تلبية مطالبهم بتوفير الامن والغذاء والدواء والاعمال والاموال. فالادارة الامريكية التي تدير العراق ببرود لا يناسب اجواء البلاد وبعدم جدية واهتمام كبير ستجد نفسها مع مرور الوقت في مستنقع صعب جدا. فالشعب العراقي الذي عبر عن مدى فرحته وسعادته بسقوط الطاغية صدام، وتفاؤله الكبير بانه سيعيش حياة مريحة في جو من الديمقراطية الحقيقية وفي بحبوحة من العيش الرغيد والحرية والامان تحت ادارة الحكومة المؤقتة وتحت اشراف الادارة الامريكية التي تسيطر على بلاده. اصبح الان وبعد اربعة اشهر من ازالة النظام البائد يرفع راية المطالبة والرفض والاستنكار عاليا من سوء ادارة الاحتلال الامريكي التي اخذت تتعامل مع الشعب العراقي بكبرياء واستعلاء وعنجهيه وباستخدام وسائل العنف والقوة والاحتكار، واستفزاز الشعب بالاقتحامات لدور العبادة والمنازل وفتح البلاد للاسرائيليين وغيرهم. وتلك الاساليب تذكرهم باساليب الحكومة السابقة البائدة التي رفضعها الشعب وقاومها وقدم الكثير من التضحيات لاسقاطها. الكرة الان في الملعب الامريكي وكل الامور بيده وكل مقومات النجاح موجودة في الملعب متى ما اراد الفريق الامريكي النجاح ولعب المباراة بشكل صحيح وقانوني. هل ستتصرف الادارة الامريكية باكثر جدية واكثر دبلوماسية وحسن تصرف باعطاء العراقيين حقهم الطبيعي بادارة بلادهم وادارة شؤونهم، وذلك من اجل كسب واستقطاب الشعب العراقي المجروح والمحروم الذي يريد ان يعيش في ظل ما حرم منه من قبل النظام السابق؟ ام ان الاوضاع ستزداد سوءا ويحدث الاصطدام وربما الانفجار؟ الايام القادمة كفيلة بكشف ما تخفي الاقدار. @@ علي ال غراش