اذا شئت الاحترام فاستعرض عضلاتك.. او هكذا يعتقد زعماء ايران بعد تأكيدهم انتهاء التجارب على صاروخ متوسط المدى يستطيع ضرب اسرائيل ودول اخرى في المنطقة. الاثنين الماضي اعلنت طهران التي تتهمها واشنطن بالسعي لامتلاك أسلحة نووية ان (الاختبار النهائي) لصاروخ شهاب 3 قد تم قبل بضعة أسابيع. كان التوقيت حساسا قبيل زيارة بدأها أمس لطهران محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة والتي ستضغط على ايران لفتح برنامجها النووي امام عمليات التفتيش وتأكيد انها لا تصنع اسلحة نووية سرا. وصف تيم جاردن خبير الشؤون العسكرية بالمعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن موقف ايران بأنه يثير الدهشة خاصة انهم يحاولون تهدئة مخاوف من أنهم يسلكون الطريق النووي. وتعتقد اسرائيل التي تقع في مرمى الصاروخ الذي يصل مداه الى1300 كيلومتر ان طموحات ايران الصاروخية والنووية تشكل تهديدا لها وتطلب من العالم وقفها. ويعتقد بعض الايرانيين ان تقارير وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تجربة شهاب 3 تهدف الى استمرار الضغط على ايران. وتنفي ايران انها تسعى لامتلاك اسلحة نووية أو تضمر نوايا عدوانية ولكنها ترى في شهاب 3 رادعا حيويا ضد اسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط. كما انها تأخذ في الحسبان ما تصفه بتهديد الولاياتالمتحدة التي لها قوات في العراق وتركيا وأفغانستان وباكستان ودول اخرى على مرمى شهاب 3. وقال علي الانصاري الاكاديمي الايراني بجامعة دورهام ببريطانيا: انه مجرد رادع أكثر من أي شيء آخر. واضاف ان برنامج طهران النووي انبثق من الحرب مع العراق من عام 1980 الى عام 1988 عندما كانت صواريخ سكود العراقية تتساقط على ايران التي كانت تنقصها القدرة على الرد. وأضاف يقول: كما ان له صلة بامتلاك قدرة استراتيجية وليس لردع الاسرائيليين فقط ولكن ايضا اعداء آخرين محتملين. وايضا هناك عامل التميز. الا ان الولاياتالمتحدة التي وصمت ايران بأنها جزء من محور الشر مع العراق وكوريا الشمالية غير مقتنعة بمنطق طهران الامني.وقال ريتشارد بوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية: نرى في جهود ايران لتطوير قدراتها الصاروخية وتشمل تجارب اطلاق الصواريخ تهديدا للمنطقة ولمصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة. ويقول المحلل السياسي الايراني أمير علي نوربخش انه يجب منح ايران ضمانات أمنية اذا استجابت للضغوط ووقعت البروتوكول الاضافي لاتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية وينص على السماح بعمليات تفتيش مكثفة. وقال: ربما يكون شهاب 3 رادعا لاسرائيل. حتى وان لم يحمل رأسا نووية ولكن يجب على الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي التأكيد لايران ان امنها لن يتعرض للخطر اذا وقعت البروتوكول الاضافي. وشهاب 3 الذي أجريت عليه تجارب لاول مرة في عام 1998مصمم على غرار الصاروخ الكوري الشمالي نودونج واحد لكن بتحسينات تكنولوجية روسية. ولا تزال هناك تساؤلات عن فعاليته. وقال روبين هيوز نائب رئيس تحرير مجلة جينز ديفينس ويكلي المتخصصة في الشؤون العسكرية: واجهوا مشاكل حقيقية في تجربة الصاروخ. وأضاف ان التجربة الاخيرة جاءت بعد عدة تجارب فاشلة. وأضاف يقول: ستكون كارثة اذا أخطأوا وانه غير معروف ما اذا كان الصاروخ جاهزا للاستخدام ومدى نجاحه وما اذا كان قد ضم لترسانة القوات المسلحة الايرانية. وقال عوزي روبين احد مؤسسي نظام أرو المضاد للصواريخ في اسرائيل: أوضح الايرانيون منذ وقت طويل اعتزامهم تطوير الصاروخ وجعل اسرائيل هدفا ممكنا. وكان خطر هذا الصاروخ الايراني البعيد المدى في اذهاننا ونحن نطور نظام أرو. وأضاف روبين يقول: يستطيع شهاب 3 حمل أية رؤوس حربية يريدها الايرانيون. اذا كانت لديهم قدرات نووية فانهم بهذا يمتلكون صاروخا نوويا. وعلى اية حال سيكون الصاروخ أقل نجاحا اذا كان يحمل رؤوسا كيماوية أو بيولوجية. وبينما تنفي ايران انها تحاول صناعة قنبلة ذرية فان صاروخ شهاب 3 مثله مثل سكود يمكن ان يستخدم في حملها. وقال ايان بيلاني استاذ العلوم السياسية بجامعة لانكاستر ببريطانيا:هناك توأمة غير معلنة بين البرنامج النووي وصواريخ من هذا القبيل.