أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أن الولاياتالمتحدة ستطلب من إسرائيل إزالة المزيد من البؤر الاستيطانية وإطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين خوفا على مصير الهدنة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية المتشددة منذ 10 أيام. وأضافت أنه من المفترض أن يقدم المبعوث الأمريكي جون وولف، الذي يرأس فريق وزارة الخارجية الأمريكية المكلف بالإشراف على تنفيذ خطة السلام الدولية المعروفة باسم خريطة الطريق، هذين الطلبين إلى وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز الذي التقاه أمس.. كما سيطلب وولف من موفاز إصدار أوامره بإزالة المزيد من حواجز الطرق في الضفة الغربية ومن ثم يشعر الفلسطينيون بأن خطة الطريق رفعت بعض العبء عن كاهلهم. ونسبت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى المسئول الأمريكي قوله ما من أحد يستطيع أن يشد من أزر أبو مازن مثل شارون. وتعتقد الولاياتالمتحدة أن هذا الإجراء من شأنه دعم رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس الذي هدد بتقديم استقالته من منصب رئيس الوزراء بل واستقال بالفعل من اللجنة التنفيذية لحركة فتح، بعد تعرضه لانتقادات شديدة من أعضاء حركة فتح لما سموه فشله في اقتناص المزيد من التنازلات من إسرائيل خلال محادثاته معها. وصرح وزير شئون المفاوضات صائب عريقات لإذاعة صوت فلسطين صباح أمس بقوله إن اللجنة المركزية لحركة فتح، التي يرأسها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لم تقبل استقالته و لا تزال تحاول إثناءه عنها والإبقاء عليه في اللجنة التنفيذية لحركة فتح. جاء ذلك في أعقاب وصول وفد مصري، برئاسة نائب مدير المخابرات مصطفى البحيري، إلى غزة أمس في محاولة لإقناع الجماعات الفلسطينية بالالتزام بالهدنة.. والتقي الوفد بالشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس ، وسيلتقي بقادة حركة الجهاد الإسلامية في وقت لاحق. وقال مصدر ان الوفد الذي وصل عبر معبر رفح الحدودي مع مصر سيعمل على الدفع باتجاه استكمال الحوار الفلسطيني-الفلسطيني وتثبيت الهدنة التي اعلنتها عدة فصائل فلسطينية بنهاية يونيو لثلاثة اشهر.. وأضاف أنه سيلتقي أيضا مسؤولي الاجهزة الامنية الفلسطينية ووزراء في الحكومة الفلسطينية من اجل بحث في التعاون الامني بين السلطة ومصر.. موضحا ان زيارة الوفد ستستغرق ثلاثة ايام . يذكر أن القاهرة بذلت جهودا مكثفة لاقناع الفصائل الفلسطينية بالتوقف عن عملياتها المناهضة لاسرائيل في مقابل وقف العنف من قبل اسرائيل، ولهذا الغرض ارسلت مصر قبل ذلك وفدين منذ مطلع الشهر الى الاراضي الفلسطينية قاد احدهما رئيس الاستخبارات عمر سليمان والثاني اللواء مصطفى البحيري. واشترطت المنظمات الفلسطينية لدى اعلان الهدنة وقف العمليات الاسرائيلة والافراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين. غير ان اسرائيل اعلنت استعدادها الافراج عن 350 معتقلا يمثلون ما يوازي 5% فقط من السجناء الفلسطينيين. وواجهت الهدنة عقبات عدة منذ اعلانها لا سيما أمس الأول الثلاثاء عندما تبنى فرع محلي لحركة الجهاد الاسلامي في جنين شمال الضفة الغربية انفجارا في تل ابيب اسفر عن مقتل شخص واحد ومنفذه. لكن حركة الجهاد الاسلامي اكدت على الاثر تمسكها بالهدنة وبوقف العمليات. ميدانيا، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيا وأصابت آخر إصابات بالغة أثناء محاولتها القبض على أحد كبار المطلوبين في قرية برقين في شمالي الضفة الغربية ليلة الثلاثاء.. وقيل أن قوات الأمن تعرضت لاطلاق النار عليها فيما أكدت مصادر فلسطينية أن القتيل لم يكن يحمل سلاحا وأنه أخ المطلوب، الذي سيق إلى الاعتقال. وأصيبت زوجة القتيل إصابة بالغة. الشيخ ياسين يستقبل اللواء البحيري ويبدو الرنتيسي (يمين الصورة)