يحذر العلماء من أن المنازل التي يسودها الضوضاء يمكن أن تعرض للخطر النمو العقلي للأطفال. وتشير نتائج بحث جديد إلى أن الخلفية التي تتسم بالضوضاء المتواصلة يمكن أن تؤثر على مخ الطفل وتحد من قدرته على إدراك الأصوات. وربما تفسر نتائج البحث سبب اضطراب تعلم اللغة خلال العقود القلائل الماضية. فالمنازل العصرية عادة ما تكتظ بالأصوات المتنافرة النابعة من أصوات التلفزيونات والإذاعات وضوضاء المرور والطائرات فوق الرؤوس والأجهزة المنزلية مثل الغسالات والثلاجات. وتقول مجموعة من الباحثين في الولاياتالمتحدة إنه نظرا لأننا نولد في مثل هذا العالم من الضوضاء ، فربما تعمل على إحداث خلل في مركز السمع لدى مخ الأطفال الذي ينمو بصورة حساسة. فقد وضع علماء من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو فئران صغيرة في بيئة من الضوضاء المتواصلة المتوسطة. ورغم أنها لم تكن عالية بدرجة تضر سمع الفئران إلا أن الضوضاء المتواصلة كانت قادرة على التغطية على الأصوات الطبيعية . وعادة ما يشهد مركز السمع أو اللحاء السمعي في مخ نام لفأر إعادة تنظيم سريعة وجذرية. فالخلايا العصبية تتجمع في منطقة أصغر وتصبح أكثر استعدادا لاستقبال مستويات وأنماط مختلفة من الصوت. واكتشف العلماء أن الفئران التي تتعرض لضوضاء متوسطة ينضج اللحاء السمعي لديها بفترة أطول بثلاث أو أربع مرات عن المعدل الطبيعي. ورغم أن هذه النتائج تتعلق بالفئران ، فربما تنطبق على الإنسان طالما أن كل الثدييات تشترك في نماذج أساسية متماثلة في نمو المخ. وكتب الباحثون في نشرة العلوم (ساينس) أن هذه النتائج توحي بأن الضوضاء المحيطة بالإنسان والتي عادة ما توجد في البيئات العصرية لتربية الطفل يمكن أن تسهم في تأخير النمو المتعلق بالسمع واللغة. غير أن تجارب أخرى أوضحت أن الفئران التي تراجع نمو مخها استطاعت تعويض النقص بمجرد مغادرتها البيئة التي تسودها ضوضاء. وقال العالم ادوارد شانج أحد الجوانب السلبية هو أن هذه النتائج توحي بأن الضوضاء يمكن أن تؤثر سلبيا على معدل نمو المخ. وهي تشدد على أهمية أن الأطفال وخاصة هؤلاء المعرضين للخطر يجب تعريضهم لأنماط واضحة من أصوات الكلام حتى يكون النمو السمعي لديهم طبيعيا. ويتحرى فريق العلماء ما إذا كان الناس الذين يعانون اضطرابا في النمو يتأثرون بالضوضاء بصورة غير معتادة . وقال شانج إذا عرفنا أن الطفل سريع التأثر بالضوضاء يمكنا التدخل لإثراء خبرته السمعية لتعزيز نموه السمعي واللغوي بصورة أفضل .