توقع اقتصاديون امس ان تدعم اسعار النفط المرتفعة ونقص بدائل الاستثمار في الخارج سوق الاسهم السعودية في بقية العام بعد ارتفاعها بنسبة 43 في المئة في النصف الاول من العام. وشهدت سوق الاسهم السعودية وهي الاكبر في العالم العربي ارتفاعات قياسية منذ بدء الحملة العسكرية الامريكية على العراق المجاور في مارس الماضي والتي انهت حالة عدم تيقن سياسي دامت اشهرا في المنطقة. وكان مما دعم ثقة المستثمرين في المملكة كذلك قرار لمجلس الوزراء اتخذ الشهر الماضي بسن قانون لاسواق المال يقضي باقامة بورصة كاملة لتداول الاوراق المالية بدلا من النظام القائم الذي يجري فيه تداول الاسهم عبر البنوك. ولا يسمح الا لافراد وشركات من دول الخليج بالتعامل بشكل مباشر في سوق الاسهم السعودية التي تبلغ القيمة السوقية للاسهم المتداولة فيها نحو 120 مليار دولار. ويمكن للاجانب الاستثمار من خلال صناديق استثمار سعودية. وقال الحسن جوسوس مسؤول الخدمات الاستثمارية في البنك السعودي البريطاني (نتوقع استقرار السوق في الاشهر القليلة المقبلة. لن نشهد الزيادة الكبيرة نفسها التي شهدتها السوق في الاشهر الستة الاولى من العام لكن السوق قوية من منظور العوامل الاساسية). ومن المتوقع ان تحدد نتائج الاعمال نصف السنوية لشركتي الاتصالات السعودية والسعودية للصناعات الاساسية /سابك/ رائدتي السوق اللتين اسهمتا في دفع المؤشر الى تجاوز مستوى 3600 نقطة الشهر الماضي اتجاه السوق في الاسابيع القليلة المقبلة. وقال جو كوكباني من مركز الشوة كابيتال ومقره دبي انه من المتوقع ان تحقق شركة الاتصالات التي زاد سعر سهمها المصدر في ديسمبر كانون الاول الماضي بسعر 170 ريالا (33ر45 دولار) الى اكثر من مثليه ارباحا صافية تتراوح بين 8ر1 مليار ريال و2ر2 مليارا. وقال ان اي مستوى للارباح اقل من 8ر1 مليار سيكون محبطا للسوق واي مستوى اعلى من مليارين سيكون داعما جدا له. ويترقب المستثمرون كذلك ما اذا كانت سابك ستعزز ارباحها. وقال كوكباني انه اذا ابلت الشركتان بلاء حسنا فستقودان السوق باكمله. وقال سعد الريس المستشار المالي في بنك الرياض انه يرى فرصة لارتفاع السوق بنسبة 20 في المئة في النصف الثاني من العام خاصة اذا استفادت شركات الاسمنت والانشاءات من مشروعات اعادة اعمار العراق. واضاف ان السوق تجاهلت الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها الرياض في مايو ايار الماضي والتي سقط فيها 35 قتيلا من بينهم تسعة امريكيين. وتابع ان الناس اقتنعوا بانه عمل منفرد لن يتكرر مشيرا الى حملة امنية اعتقل فيها اكثر من مئة مشتبه فيهم. وحتى اذا جاءت نتائج اعمال الشركات محبطة فان المستثمرين السعوديين من المستبعد ان يحولوا اموالهم الى مكان آخر. واضاف الريس ان العامل الاساسي هو غياب فرص استثمار اخرى في الخارج في اسواق الدول المتقدمة وهو ما يعني ان البديل غير موجود. كما ان اسواق الاسهم الاخرى في منطقة الخليج والتي تعرض معدلا اعلى للعائد على السهم الى السعر من المستبعد ان تجتذب الاموال من الرياض. وقال كواكبي ان اغلب المستثمرين يعتقدون انها اسواق صغيرة للغاية. ويشير الريس الى ان السعوديين العائدين لبلادهم بعد عطلة الصيف في سبتمبر ايلول المقبل سيدعمون السوق وأضاف انه يتوقع تصحيحا صعوديا بعد عودة المستثمرين يعتمد على نتائج اعمال الشركات في الربع الثاني من العام. وقال جوسوس (هذه السوق تلقى دعما من عدة عوامل اساسية فهم يشنون حملة شديدة على الانشطة التي يحفز عليها الارهاب واسعار النفط مازالت مستقرة متجاوزة المستويات المتوقعة في الميزانية). واضاف قوله (ليس هناك ما يدعو الى تراجع هذه السوق).