تعد مخلفات الحرب المتفجرة في العراق مشكلة شديدة الخطورة. ويصف المصطلح أصنافاً عديدة من الذخائر القابلة للانفجار التي تبقى في منطقة ما عقب انتهاء النزاع ، وتتضمن كل شيء بدءاً بالقذائف المدفعية والقنابل اليدوية وقنابل الهاون والقنابل العنقودية إلى الصواريخ والقذائف الصاروخية. ويعتبر السيد جون سولهبيرج مستشار اللجنة الدولية لمخلفات الحرب المتفجرة وهو محارب قديم في العديد من مناطق النزاعات الوضع في العراق أسوأ من أي وضع صادفه من قبل: تتراكم أكوام من الذخائر والألغام والأسلحة الخفيفة في البلاد ، معظمها في المناطق الصناعية ولكن يمكن العثور عليها أيضاً في الملاعب والمدارس ومواقع البناء وأكوام القمامة على طول الطرق. وتمثل هذه المخلفات مصدر تهديد دائم للسكان، خاصة الأطفال، الذين لا يدركون مدى الخطر فيلمسونها باستمرار ويلعبون بها وبذلك يتعرضون إما لخطر التشوه أو القتل، كما يقول سولهبيرج . ومع ارتفاع عدد الضحايا، أقرت اللجنة الدولية بالحاجة الملحة إلى التأثير على سلوك الأفراد ومواقفهم تجاه مخلفات الحرب الفتاكة هذه. وأظهرت سجلات المستشفيات في محافظة ميسان الجنوبية أن 72 ضحية تم إدخالها في الأسابيع القليلة الأولى التي أعقبت انتهاء الأعمال العدائية. وشنت اللجنة الدولية جنباً إلى جنب مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، حملة توعية بأخطار الألغام ومخلفات الحرب المتفجرة والتهديد المميت الذي تلوح به. ومنذ مايو، نُظمَت جلسات توعية بهذا الشأن بينما تُوزَع ملصقات ونشرات على جميع فروع جمعية الهلال الأحمر العراقية في جنوبالعراق - وهي المنطقة الأكثر عرضة للحوادث في البلاد. وتوشك المحطات الإذاعية المحلية على بث الإعلانات عبر أنحاء البلاد. ويقول سولهبيرج : الرسالة الرئيسية التي نؤكد عليها هي : إذا رأيت شيئاً مثيراً للشك، قف! لا تقترب منه، لا تلمسه ، لا تلقي أي شيء عليه ولا تلتقطه . وقد نظمت أول دورة تدريبية ترعاها اللجنة الدولية في بغداد وحضرها 20 متطوعاً من الهلال الأحمر العراقي. وفي الناصرية ، تم تدريب 40 متطوعاً من الهلال الأحمر على تقنيات العرض الفعالة وكيفية جمع البيانات وتحليل الحقائق والأرقام عن الضحايا والمناطق الملوثة. وفي العمارة ، حضر 25 متطوعاً ندوة عن جمع البيانات عن الضحايا. والآن يمتلك 133 متطوعاً من المحافظاتالجنوبية الأربع المهارات اللازمة للقيام بعروض أولية للأشخاص في المناطق المتأثرة، وجمع البيانات وتقديم التقارير بشأن النتائج التي يتوصلون إليها. وقد وفرت اللجنة الدولية باستمرار تقارير عن المناطق المتعرضة لخطر مخلفات الحرب المتفجرة إلى فريق الأممالمتحدة لتنسيق العمل بشأن الألغام ؛ وبحلول منتصف يونيو ستكون قد قدمت 27تقريراً مماثلا.