لم أجد مبررا منطقيا أو سببا مقنعا لتلك الحملة المنظمة التي يشنها بعض الأقزام ضد النصر العملاق هذه الأيام. هل يُعقل أن تكون هذه الحرب الضروس التي تمارس عبر المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الصدارة التي يتربع عليها منذ جولات مضت بكل جدارة واستحقاق؟ أم بسبب الأداء الأشبه بالسهل الممتنع الذي أبهر المتابعين، وأشاد به المنصفون، وصفق له المحايدون، وأحرق من خلاله دم الحاقدين؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف سيكون حال هؤلاء، فيما لو حقق العالمي بطولة الدوري؟. هؤلاء لم يجدوا مخرجا للنيل من النصر إلا عن طريق التحكيم، وبما أن الشيء بالشيء يذكر، وافترضنا جدلا أن التحكيم ساهم أو كما يحلو لهم أهدى النصر للنصر أمام الشباب، فإن هذا التحكيم ألحق الضرر بالنصر هذا الموسم، ليس في مباراة ولا اثنتين، بل في ست مباريات متوالية، تعرض خلالها الفريق لأخطاء تحكيمية فادحة، سلبته ست نقاط مهمة بدءا بالأهلي، مرورا بالعروبة ونهاية بالاتفاق، ومع ذلك لم نسمع هؤلاء الذين يتشدقون بالحيادية والمثالية يتحدثون عن تلك الأخطاء، وينصفون النصر الذي دفع فاتورة أخطاء لم يقترفها، بل دافعوا عن التحكيم بجسارة، مؤكدين أن الحكم بشر معرض للخطأ، وتلك الأخطاء المؤثرة التي وقعت ما هي إلا جزء من اللعبة. ولكن بعد مباراة الشباب التي قلب خلالها النصر الطاولة على ضيفه، وحول خسارته إلى فوز برغبة وإصرار لاعبيه، ودعم ومؤازرة جماهيره الوفية انقلب السحر على الساحر، فتغيرت لغتهم واصفرّت وجوههم، وثارت ثائرتهم، وسقطت أقنعتهم المزيفة، فلم يتركوا شاردة ولا واردة من العبارات السخيفة والألفاظ النابية والتهم الباطلة، إلا وألصقوها في الحكم الدولي مرعي العواجي. وأنا هنا أتساءل: ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟؟!! ولماذا هذا التحول الغريب العجيب في المواقف؟؟ وهل هذا الهجوم العنيف الذي يتعرض له العواجي نابع من حبهم للشباب أم كراهيتهم للنصر؟؟. أعترف: إن التحكيم لدينا مات منذ فترة ليست بالقصيرة، ولكن الضمير لم يمُت إلا عند أولئك الذين يمارسون دور الوصاية على بعض الأندية، ويجيدون الانتقائية في أطروحاتهم، بهدف تأليب الشارع الرياضي والضغط على الحكام، والتأثير على قراراتهم في المباريات المقبلة لنسف مكتسبات النصر، الذي أسعدت عودته القوية الملايين داخل الوطن وخارجه.. صواريخ.. أرض.. جو رغم الاستقرار الإداري والفني والمالي الذي يشهده الفتح حامل لقب النسخة الأخيرة، إلا أن نتائجه التي حققها في الدوري باتت، تُشكل لغزا محيرا، ووضعت أكثر من علامة استفهام، بعد أن استقر به المطاف في المركز التاسع قبل نهاية مرحلة الذهاب بجولة. وفي اعتقادي أن إدارة النادي مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بوضع يدها على الخلل، وإيجاد الحلول الناجعة لكي يعود الفريق كما كان في الموسم السابق. إذا بقي وضع الاتحاد على ما هو عليه، ولم تُحل مشاكله المالية والفنية ويتم تدعيم صفوفه بلاعبين أجانب قادرين على صنع الفارق خلال فترة الانتقالات الشتوية، فالأفضل له الانسحاب من دوري أبطال آسيا حفاظا على تاريخه وسمعة الكرة السعودية التي باتت على المحك.