سعادة الدكتور ناصح الرشيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا فتاة ابلغ من العمر 23 عاما بدأت مشكلتي منذ ما يقارب 4 اعوام مع اختي التي تكبرني بثلاث سنوات, كنا انا وهي نعيش في غرفة واحدة في البداية كنت اكلمها فترد علي احيانا وتتجاهلني حينا تكلم من يحلو لها في المنزل وتقاطع من لا يعجبها حينا تجلس معنا في الصالة تكلم امي مثلا وتتجاهل الباقين ثم اصبحت تغادر الصالة الى الغرفة اذا حضرت احدى اخواتي المتزوجات وترد ببرود اذا كلمها احد او لا ترد بالمرة. ثم اصبحت لا تغادر الغرفة بتاتا واصبحت انا لا ادخل الغرفة الا عند النوم, لم اتحمل انا هذا الوضع اكلمها تصد عني ولا تكلمني الا اذا كانت لها حاجة عندي وقررت بعد مرور ما يقارب السنة والنصف على هذه الحال ان استقل بغرفة لوحدي, واختي هذه لا نراها الا وهي تقرأ الكتب الدينية في غرفتها او تستمع للاذاعات الدينية او تقوم بالطبخ بدلا عن امي كما انها تحب المشاركة في الاعمال الخيرية كثيرا, ولكن في مقابل هذا كله اذا كلمتها امي تصد عنها بوجهها او ترد عليها بعد الحاح من امي وتكرار السؤال وتعامل الجميع نفس المعاملة باستثناء صديقاتها وهن مجموعة من الفتيات الملتزمات مع العلم انها في البداية اي اول ما بدأت تجاهلنا لم تكن بهذه الصورة فهي الآن كثيرة الصوم كثيرة الصلاة ولا نرى سببا لاخلاقها وطبائعها الغريبة هذه ربما يتبادر الى ذهنك سؤال فتقول اين دور الاب والام؟ فاقول لك: ابي لا يجلس معنا الا نادرا ولا يعرفنا جيدا وامي امرأة بسيطة جدا لدرجة اني اذا كلمتها عن اختي تقول لي طبعها هكذا دعيها وشأنها, عشت مع اختي هذه قبل ان تتغير ما يقارب 19 عاما كانت لي الاخت والصديقة تخيل حالي الآن وانا آراها تعاملني هكذا والعجيب هذه التناقضات التي اراها منها فتارة تأتيني الغرفة وتفاجئني بهدية بمناسبة نجاحي وتارة اقول لها ما رأيك بكذا وكذا؟ تقول لي بنظرة ملؤها التحقير واللامبالاة وما شأني انا بك. ردة فعل عجيبة منها وبدون سبب واضح. كم ارجو ان تساعدني في حل هذه المشكلة فهي ترهقني كثيرا ما رأيكم. بالمودة والحب الاخت الفاضلة من خلال رسالتك وايضاحك لملامح التذبذب الانفعالي والتقلب المزاجي لشخصية الاخت يمكن القول حسب رؤية علم النفس ان هناك اضطراب في الشخصية نتيجة خصائص او ظروف معينة تسببت في اضطراب توافق الاخت مع نفسها او مع الآخرين مع شعور بالمعاناة وعدم السعادة لوجود هذه الاضطراب فقد لا يرى الانسان مشكلة مع خصائص شخصيته وبالتالي يمكن تشخيص اضطراب الشخصية اذا ما تسبب في شعور الفرد بالمعاناة والتعاسة والانغلاق اكثر من المعتاد. واضطراب الشخصية لدى الفرد المصاب بها بسبب المعاناة للمحيطين بالفرد وخاصة المقربين اليه. واضطرابات الشخصية تتنوع وفقا للظروف فمنها الشخصية الاضطهادية والشخصية السكيوبائية والشخصية النرجسية والشخصية الاعتمادية ونعتقد من المعلومات القليلة التي وردت في فحوى رسالتك ان هناك جانب من النرجسية في شخصية الاخت وهو جانب يتسم صاحبه بالانانية والبرود والتعالي. ومن المعتقد انها تعبر عن بناء تعويضي بقيمة الفرد بسبب انواع الحرمان التي عاناها اثناء طفولته, كما انها تشكل قدرة لحفظ الذات تساعد على تعويض الجروح النرجسية المستمرة التي يعانيها في العالم المحيط به والانظمة الاسرية المضطربة وظيفيا. ورغم ان هذا التشخيص يلامس جانبا من الحقيقة الا اننا لن نتأكد من ذلك الا بتفاصيل اكثر وضوحا لتشخيص الحالة خاصة ان هناك تناقضات عديدة في التصرفات التي سردتيها. وحتى تصلنا هذه التفصيلات ندعوكي وانت التي عاشرتيها في مكان واحدة لاكثر من 19 سنة ان تحاولي الاقتراب منها بحميمية ومحاولة تفهم ما يدور بداخلها عن طريق الحوار, ويا حبذا لو فاتحتي والدك في هذا الامر ليحاول ان يتلمس ظروفها عبر الاقتراب منها والحوار الحميمي معها. ولغياب الحوار والتفاهم والانسجام في الاسرة لجأت الاخت الى الجانب الديني كتعويض لها واعتمدت على نفسها في ذلك دون اللجوء الى التثقيف الحقيقي الذي يؤدي بالانسان الى التوازن في حياته, والى تطبيق المبادئ الاسلامية التي تدعو الى التعامل دون فظاظة ودون تحقير او استصغار للآخرين وان يطهر قلبه من الكراهية والحقد وكل الآفات السيئة وان يعطي اكثر خاصة الحب لمن حوله ليستشعر محبتهم له. اننا يا اخت ندعوك لتفهم مشكلة اختك والسبب الذي دفعها الى التغير, وان تتذكرى دائما اللحظات الطيبة الجميلة التي مرت بكماسويا وان تحاولي الاقتراب منها اكثر مرة تلو المرة حتى تعرفي ما بها جيدا, وان تدفعي امك لاحتضانها ومحاولة الاقتراب. والحديث هنا يمكن ان يطول ولكننا في انتظار المزيد من التوضيح حتى يمكن التشخيص الدقيق والاستعانة بالاطباء النفسيين والعلماء. وفقك الله وحفظكما. ......ناصح