عندما لا يتحدث الرئيس الأمريكي بالكلام المباشر حول النوايا الأمريكية في المنطقة والأمة العربية بصورة خاصة والإسلامية بصورة عامة, فإن ذلك من باب المجاملة والمراوغة السياسية لعدم الوصول الى الطرق المسدودة, وتسويقا إعلاميا للنوايا الحقيقية لتلك السياسة, وبالطبع فان اكتشاف حقيقة النوايا لا يحتاج الى وقت طويل فإن الدوائر السياسة حول البيت الأبيض تروج تلك النوايا بين الحين والآخر, وعندما لا يجد شارون حرجا في التحدث مباشرة ودون الحاجة للدبلوماسية حول أهداف الكيان الصهيوني من تقسيم وهيمنة كيانه المشؤوم على الأرض العربية ومحاربة الإسلام والترحيب بكل ما من شأنه اضعاف القدرات العربية على مواجهة المخطط الصهيوني, فيرحب بتصنيف المنظمات المجاهدة في فلسطين تحت المنظمات الإرهابية, ويعبر عن ارتياحه واطمئنان الصهاينة بعد احتلال العراق من قبل الاستعمار القديم والجديد الأنجلوأمريكي, فكل تلك الأقوال والأفعال والأماني والنوايا حينما تصدر من تلك الزمر من البشر. أنما هو شيء متوقع وطبيعي حيث انهم الطامعون والأعداء, والمكاسب من وراء ذلك ستعود مباشرة لهم. ولكن حينما تصدر تعقيبات وتبريرات من بعض من هم داخل البيت العربي الإسلامي لتنظر وتروج للطروحات الأمريكية الصهيونية بصورة مباشرة وغير مباشرة فان ذلك يدعو للأسى والأسف. فهناك من يعتبر دعوة الرئيس بوش لإنشاء منطقة حرة في الشرق الأوسط مع أمريكا على انها (جائزة ومكافأة) وتغاضى من قال ذلك عن الدخول المشروط لهذا التكتل والذي يجعل من تزكية الكيان الصهيوني شرطا أساسيا, والطرح باسم الشرق الأوسط ليس بجديد حيث انه يطرح وبصورة مختلفة لانهاء الطرح القومي العربي ووحدة الدول العربية ولو بأضعف صورها. فالشرق الأوسط او دول حوض البحر الأبيض المتوسط كلها تسميات تصب في غير صالح القومية العربية وهناك من يستبشر بالاحتلال الأمريكي للعراق واعتباره تحريرا وهو يكون قد سد أذنيه وربط على عينيه لسماع ما صرح به المحتلون علانية من على منبر الأممالمتحدة بانهم قوة احتلال ولم يشاهد ممارسات القوات الغازية التي في طرقات ومساكن المدن العراقية والتي تنقل صورة مكررة لما يفعله جنود الكيان الصهيوني في فلسطينالمحتلة بل ان مثل هذا الكلام يتوازى مع ما قال شارون من الشعور بالارتياح من احتلال العراق لان في ذلك ازالة لعقبة كبيرة لتحقيق الأهداف الصهيونية في المنطقة وآخر ينصبح العرب بعدم الخوف على الإسلام من أمريكا, ورابع يدعو الزعماء العرب الى عدم الانسياق لمطالب الشارع والجماهير العربية التي أصبحت بمعظمها على دراية بأهداف السياسة الأمريكية في المنطقة وتقف ضدها. ويستمر هذا المسلسل من التضليل وقصر النظر للمتبنين لهذه المقولات والنصائح التي لا تعبر إلا عن الغلطة للحقيقة ومصالح وأغراض شخصية ضيقة جدا لحاجة في نفوس هؤلاء, وانها لمصيبة ان كان هؤلاء لا يفقهون ما يقولون وتكون المصيبة أكبر ان كانوا يفقهون. عبدالله إبراهيم الزهير الظهران