أعلن متحدث عسكري بريطاني أن القوات البريطانية بالعراق في حالة تأهب قصوى بعد مقتل ستة جنود وجرح ثمانية أمس الأول قرب مدينة العمارة على بعد نحو200 كيلومتر شمالي مدينة البصرة ثاني اكبر المدن العراقية التي تسيطر عليها القوات البريطانية في جنوبالعراق. وكشف سكان في بلدة المجر جنوبالعراق أمس الاربعاء ان الجنود البريطانيين الذين قتلوا امس الأول قتلوا برصاص مدنيين عراقيين غاضبين من عمليات بحث مستفزة عن الاسلحة في البلدة . وقال السكان ان أربعة عراقيين على الاقل لقوا حتفهم وأصيب 14 في اشتباك دار بالبلدة أمس الأول وقتل فيه ستة بريطانيين من الشرطة العسكرية. وقال مراسل رويترز انه يجري تشييع جنازات القتلى العراقيين في البلدة الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوبي مدينة العمارة . وذكر سكان ببلدة المجر على بعد30 كيلومترا جنوبي العمارة ان السكان قتلوا الجنود البريطانيين الستة بعد ايام من التوتر الناجم عن الاساليب التي يستخدمها الجنود البريطانيون في البحث عن الاسلحة. وقالوا ايضا ان اثنين من العراقيين على الاقل لقيا حتفهما في اشتباك نشب في البلدة الثلاثاء وقتل فيه ستة بريطانيين من أفراد الشرطة العسكرية. وقال السكان ان الجنود البريطانيين استخدموا طلقات بلاستيكية للسيطرة على حشد في بلدة المجر اثر احتدام التوتر على مدى أيام. وأضافوا ان العراقيين ظنوا أن الجنود يطلقون عليهم ذخيرة حية ففتحوا نيران بنادقهم الكلاشنيكوف مما أسفر عن مقتل الجنود البريطانيين الستة. ولم يصدر اي تعليق فوري من الجيش البريطاني على التقرير. وقال ربيع المالكي وهو من سكان المجر هؤلاء الجنود البريطانيين اتوا بكلابهم وصوبوا اسلحتهم نحو النساء والاطفال ونحن كمسلمين لا نقبل بدخول الكلاب إلى بيوتنا. وذكر السكان ان الجنود البريطانيين دخلوا البلدة اول مرة للبحث عن الاسلحة يوم21يونيو وانهم دخلوا البيوت بالكلاب وشهروا السلاح في اوجه النساء والاطفال. وقالوا انه بعد شكاوى السكان وافقت القوات البريطانية على وقف عمليات التفتيش المكثفة لكنها عادت بعد يومين واستخدمت نفس الاساليب. واضافوا ان العراقيين طلبوا مجددا وقف عمليات البحث ووعدوا بتسليم اسلحتهم خلال شهرين. ولدى عودة الجنود البريطانيين مجددا الثلاثاء نزل الاف الى الشوارع للاحتجاج. وقال احد السكان الذي رفض الكشف عن اسمه صرخت فيهم لانهم شهروا بنادقهم في وجه طفل. قلت لهم لا تفعلوا ذلك لكن جنديا ضربني بكعب بندقيته في وجهي. وحينئذ بدأ اطلاق الرصاص. وقال فالح سليم وهو من سكان البلدة امسك جندي بريطاني بقطعة من ملابس داخلية لامرأة وشدها. كيف نقبل بهذا ونحن مسلمون. والخسائر التي تكبدتها القوات البريطانية في العراق الثلاثاء هي اكبر خسائر تلحقهانيران معادية منذ بدء الحرب للاطاحة بنظام صدام حسين يوم20مارس ولم تواجه القوات البريطانية التي تسيطر على جنوبالعراق الذي تقطنه اغلبية شيعية كثيرا من المشاكل منذ اسقاط صدام على خلاف القوات الامريكية التي تسيطر على المناطق التي تسكنها اغلبية سنية. وكان بعض الشيعة قد اعربوا عن ارتياحهم لرحيل صدام الذي اضطهدهم لسنوات. وقال السكان انهم لن يقبلوا بوجود القوات البريطانية في بلدتهم بعد الان. وقال ابو فاتن سنفعل نفس الشيء اذا عاد البريطانيون. لن نسمح لهم بالعودة. واعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان لندن لا تستبعد خيار ارسال مزيد من التعزيزات العسكرية للعراق ومراجعة الترتيبات الامنية للجنود على ارض الواقع. وقال هون لهيئة الاذاعة البريطانية اولويتي القصوى هي امن وسلامة القوات البريطانية وتجرى بالفعل مراجعة ملحة لتأمين سلامة الجنود. واضاف قوله لدينا المزيد من القوات اذا كانت هناك حاجة لذلك. وصرح بان اي قرارات ستعتمد على نتائج المراجعة الامنية التي امر بها القادة الميدانيون في العراق. واستطرد هون قائلا من المهم ان نعرف ماذا جرى تحديدا في هذا الحادث المروع. نعرف من المسؤول وتداعيات ذلك على نشر قواتنا في اماكن اخرى. كان امس يوما مروعا... لكن من المهم ان نعرف انه ليس حادثا نمطيا ولا يقع على نطاق واسع.