أعلن المدير العام للوكالة الاميركية للانماء الدولي اندرو ناتسيوس ان مشروع اعادة اعمار العراق هو اكبر مشروع تنفذه الولاياتالمتحدة منذ مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية في اوروبا. وقال ناتسيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع مدير مكتب الوكالة فى العراق لويس لاك على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد هنا الليلة الماضية ان الحكومة الامريكية وحدها خصصت 4ر2 مليار دولار تمويل هذا المشروع وان حكومات غربية بعضها عارضت حرب تحرير العراق التزمت لواشنطن بتقديم 2ر1 مليار دولار من المساعدات الانسانية الى جانب ما قد يقدمه البنك الدولي والبنك الاسلامي للتنمية وغيرهما من المؤسسات. يذكر ان الولاياتالمتحدة نفذت مشروع مارشال لاعادة بناء اوروبا بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها عام 1945 والتي انهكت القارة ودمرت اقتصاد بلدانها. واشار ناتسيوس الى ان شركة بكتل الامريكية المعروفة في مجال المقاولات والتي حصلت على عقد لاعادة اعمار العراق لن تقوم بذلك وحدها بل تسهم معها منظمات الاممالمتحدة مثل اليونيسيف التي تنفذ مهمات تتعلق بصحة ورفاه الاطفال والمرأة في العراق. ونفى ان تكون المصلحة السياسية وراء استخدام الايدي العاملة العراقية في اعمال شركة بكتل فى العراق مؤكدا انه قرار اداري ولكن حدث ان كان له تأثير سياسي ايجابي. وقال ان 70 بالمائة من قيمة عقد بكتل البالغة 680 مليون دولار ستنفق على المحتوى العراقي الذي يعني الايدي العاملة والمواد اللازمة للمشروع فى ضوء المستوى الرفيع للمهندسين والاطباء والمهنيين العراقيين الامر الذي تنعدم فيه جدوى استقدام امثالهم من الخارج. ووصف ناتسيوس ما يحدث في العراق بانه اسرع مهمة اعادة اعمار يشهدها شخصيا معللا ذلك بكفاءة العراقيين من القطاعين العام والخاص واستعدادهم للعمل. واوضح ان الوكالة الامريكية للانماء الدولي قاربت على الانتهاء من اصلاح خطوط الكهرباء وانظمة المياه والصرف الصحي وان عملية تقييم وضع البنية التحتية العراقية التي بدأتها الولاياتالمتحدة على وشك الانتهاء قدم جميع المعلومات المتعلقة بالمدارس وانظمة المياه والكهرباء والصرف الصحي. واكد المسؤول الامريكي ان مطار بغداد الدولي سيفتح امام الرحلات التجارية في الاسابيع القليلة المقبلة بعد ان يتم ترخيصه دوليا اضافة الى تركيب ستة مولدات للتيار الكهربائي في مدينة البصرة الاسبوع المقبل لحل مشكلتي الكهرباء وضخ المياه. وفي رده على سؤال حول نظام توزيع الحصص الغذائية اشار الى حدوث تلاعب في البطاقات التموينية وقال سبب انتشار سوء التغذية فى العراق عدم وصول البطاقات الى الجميع وتابع قائلا ان الوكالة حققت نجاحا فى هذا المجال خلال النصف الاول من شهر يونيو الحالي وانها تعمل الآن بالتعاون مع المنظمات الاهلية وبرنامج الغذاء العالمي ووزارة الاقتصاد العراقية لضمان حصول كل مواطن عراقي على بطاقة تموينية. من جانبه اكد مدير مكتب الوكالة فى العراق لويس لاك ان حجم الدمار الذي اصاب البنية التحتية هناك كان اكبر من المتوقع بسبب اهمالها وعدم صيانة انظمة المياه والصرف الصحي والكهرباء منذ سنوات طويلة. وقال ان وضع الخطط المسبقة ساعد في انجاز العمل بسرعة مضيفا ان الوكالة تهدف الى اعادة العراقيين الى اعمالهم وتوفير فرص عمل جديدة لهم ولهذا السبب فان الوكالة الامريكية تستخدم عراقيين وليس مقاولين من الخارج فى المشاريع التي تتولى لتنفيذها.