بعد ان طبعت روايتها الاولى (كم بدت السماء قريبة) وترجمت الى اللغة الانجليزية ودرست في بعض الجامعات الامريكية والبريطانية والعربية واستخدمت للتحضير في بعض الدراسات في الادب والنقد، وتترجم الى الالمانية قريبا تشعر الروائية العراقية الشابة التي لم تدخل الاربعين بعد (بتول الخضيري) بالاسى لان والدتها التي هي مصدر الهامها لم تشاهد هذا النجاح الذي حققته ابنتها. مضيفة لقد كنت ومنذ طفولتي اعمل مترجمة لوالدتي البريطانية حتى اتقنت اللغة العربية وكانت مهمتي ان انقل لها ما يدور حولها في المجتمع العراقي الذي انسجمت معه، لقد كانت امي امينة مكتبة في اسكتلندا وتشجعني باستمرار على القراءة والكتابة وقالت الخضيري: عندما صدرت الترجمة الانجليزية تأثرت كثيرا لاني تمكنت من مد جسر ثقافي بين واقعي العراقي وبين القارئ الغربي، لكني لم استطع ان اشاركها فرحتي لانها لم تقرأ الرواية اذ اخذها السرطان قبل ان ترى العمل، اما الان فيسعدني انها كانت مشجعتي الاولى وبفضلها قدمت للعالم قصصا وحكايات من وطني. واشارت الخضيري في معرض حديثها ل (اليوم) الى انه عندما ترجمت روايتي الاولى الى لغة اخرى شعرت بمسئولية اكبر تجاه عمل مماثل لاستمر في الحوار ما بين الشرق والغرب اذ ان الرواية تحاول المواءمة بين هاتين الحضارتين عبر شخصية البطلة التي عاشت في المكانين (العراق - بريطانيا) نافية ان تكون الرواية سيرة ذاتية محضة كما أشيع عنها، وان لم تخل من بعض اضاءات والماحات من حياتها. وبعد تغير الاوضاع في العراق تشعر الروائية بتول الخضيري ان هناك مستقبلا مشجعا للرواية في عراق ما بعد الحرب، فمن جهة سيتم نشر روايات وقصص كانت مخيفة في الفترة السابقة بسبب الخوف من هيمنة النظام السابق وستجد طريقها الى القارئ، ومن جهة اخرى سيقوم الكاتب بنشر الجديد خاصة فيما يتعلق بالارباك الذي يعيشه العراق في راهنية هذه الظروف بسبب الاحتلال وفقدان الامن، مشيرة الى انه لم يكن للكتاب فرصة للتعبير عن انفسهم في السابق، فالان سيتقدمون بنصوصهم سواء القديمة منها او الجديدة.واضافت انها تحاول ان تنشر هذه النصوص في الغرب بعد ترجمتها ليتسنى للقارئ الغربي التعرف على الجرح العراقي الحقيقي القادم من معاناة وقهر الفرد العراقي، متمنية ان تعود للعراق لولا الارتباطات الخاصة بترويج روايتها في عدة اماكن من العالم. وعن روايتها القادمة تقول الخضيري انها رواية عن العراق في فترة الحصار الاقتصادي، وهي نوع من الكوميديا السوداء التي تتناول احوال عائلات عراقية من الطبقة الوسطى العاملة، وكيف ادى تدمير البنية التحتية للمدنية الى ارباك البنية النفسية والاجتماعية للشخصيات في العمل. مؤكدة انها تختلف من الناحية الفنية عن روايتها الاولى (كم بدت السماء قريبة). غلاف الرواية بالعربية