تحت عنوان «أضواء على الأدب العراقى»، أصدر مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية الكراسة الأولى فى سلسلة «كراسات المختبر»، التى تهتم بعرض الدراسات الأدبية الهامة التى تعرض بالمختبر، وهى دراسة أدبية للكاتب العراقي عبد الإله عبد القادر المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان العويس الثقافية. يستعرض عبد القادر- في دراسته- مراحل تطورالأدب العراقي الحديث، قصة ورواية ومسرحا، منذ بدايات القرن العشرين؛ ويرى أن التدهور العام قد طرأ مع بداية الثمانينيات على ذلك الأدب. ويصف عبد القادر فترة الثمانينيات بأنها مثلت بوادر الكارثة الجماعية للأدب العراقي؛ حيث بدأ العراق يدخل فى حروب عديدة لم تنته حتى الآن، وبدأت مرحلة التخريب والتدمير لكل الفنون الجميلة التى زينت العراق. ويؤكد أن الدولة ساعدت على إفساد الدور الفكري والأدبي بتكريس كل الوسائل للحرب، فخصصت الجوائز المادية الكبيرة لأدب الحرب؛ وبدأت الحكومة آنذاك بإعلاء كل الفنون الأدبية المتعلقة بالحرب، رغم رداءتها وعدم إتقانها فى بعض الأحيان، فكانت الروايات تمثل إعادة ساذجة للأفلام الأمريكية التى تصور الجندي الأمريكي بالمحرر والفاتح؛ فانعكس ذلك على الروايات العراقية بتأويل تلك الأفلام، وكان من أشهر ما كتب وقتها في هذا السياق رواية «قادسية صدام». ولفت عبد القادر إلى أنه وسط ذلك الركام من الروايات المخصصة لخدمة فكر الحرب، ظهرت روايات لكتاب شباب كانت تمثل الإنسانية والواقع الحياتي؛ مثل روايات الكاتبة بتول الخضيري، والتى قدمت روايتين ترجمتا لعدة لغات؛ هما: «غايب» و»كم بدت السماء قريبة».وتطرق الكاتب العراقي للمشهد المسرحي فى العراق، مبينا أن البداية العلمية للمسرح العراقي جاءت بقدوم الفنان جورج أبيض إلى بغداد عام 1926، ليقدم رائعته المسرحية «أوديب ملكا»، كما قام بتكوين أول فرقة مسرحية في العراق مع الممثل حقي الشبلي.. إلا أن محطة جديدة قد جاءت صدفة أيضا بزيارة الفنانة فاطمة رشدي وعزيز عيد وفرقتهما، لتقديم عروض مسرحية، والتقيا بحقي الشبلي وشاهدا عروضه المسرحية،وأعجبت فاطمة رشدي بالشبلي، فطلبت من الملك فيصل الأول إصدار أمر ملكي لإيفاد حقي الشبلي إلى مصر للعمل والتدريب والاطلاع على مسارحها، فوافق. وعاد حقي الشبلي نهاية عام 1930، ليكون فرقة جديدة من عدد من الفنانين العراقيين، بالإضافة إلى بعض الفنانين العرب، أمثال محيي الدين محمد، وبشارة واكيم، وعبد الرحمن البدوي، ونور الدين المصري. ثم سافر الشبلي الى باريس عام 1935 في بعثة لدراسة المسرح وعاد عام 1940 ليؤسس أول معهد متخصص لتدريس فن المسرح في بغداد. وقد وصل المسرح في العراق إلى ذروته في النصف الأخير من السبعينات، إلا أن الحرب العراقية الإيرانية، ثم سلسلة الحروب التي خاضها العراق، حتى سقوط بغداد عام 2003، شكلت انتكاسة كبيرة للمسرح العراقي. يذكر أن عبد الإله عبد القادر كاتب ومخرج مسرحي عراقي يحمل درجة الدكتوراة في الدراسات المسرحية، ويقيم حاليا في دولة الإمارات العربية منذ عام 1980، حيث قام بكتابة وإخراج العديد من المسرحيات، كما قام بكتابة العديد من الروايات، ومنها «رحيل النوارس» عام 1992، و»الجهجهون» عام 2005. وقد ترجمت العديد من أعماله إلى لغات أجنبية.