يتمتع امام علي رحمانوف رئيس طاجيكستان الذي لا يحظى بشعبية تذكر في المدن بدعم كبير من ابناء قبيلة الطاجيك سكان القرى للاحتفاظ بالسلطة سبعة عشرة عاما تلي انتهاء فترة رئاسته الحالية في عام 2006م. ويقول مراقبون ان الاستفتاء الذي جرى امس يتيح للرئيس رحمانوف الذي يحكم البلاد دونما معارضة تقريبا في الدولة المتاخمة لافغانستان البقاء في السلطة حتى عام 2020 حيث يشكل الطاجيك اغلبية في القرى تصل ثلاثة من بين كل اربعة اشخاص قال المزارع حكيم عبد الحي (62 عاما) الذي يعمل في حقل للقطن كل ابناء قريتنا سيحضرون ويدلون بأصواتهم بالطريقة التي أبلغتنا بها السلطات المحلية. ويقع حقل عبد الحي خارج يانجياريك مباشرة وهي قرية بسيطة للغاية يسكنها اربعة الاف نسمة على بعد 50 كيلومترا غربي دوشنبه عاصمة الجمهورية منذ ان كانت تابعة للاتحاد السوفيتي. وتشبه يانجياريك بطرقها الطينية الوعرة غير المرصوفة والبيوت المصنوعة من اللبن وروث الماشية القرى الافغانية على الجهة الاخرى من الحدود. وفي دوشنبه الكثيرة الاشجار دعا حزب معارض صغير لمقاطعة الاستفتاء بينما تسائل بعض السكان عن جدوى السماح ببقاء الرئيس في السلطة حتى عام 2020. ويقول عبد الرحيم (59 عاما) وهو من سكان العاصمة دوشنبه ورفض ذكر اسم عائلته اذا ما بقى حتى ذلك الحين لا اعتقد ان اي شيء سيتغير للافضل بالنسبة لي أو لاسرتي. وتحمل سكان القرى اغلب الام الحرب الاهلية التي استمرت خمس سنوات والتي أسفرت عن مقتل 60 الف طاجيكي من بينهم خمسة ابناء لعبد الحي الى جانب تحملهم الانهيار الاقتصادي الذي اعقب انهيار الاتحاد السوفيتي. ويتوجه اكثر من 500 من سكان قرية يانجياريك الى روسيا للعمل ولارسال الاموال الى اسرهم التي لولا عمل هؤلاء في الخارج لما كانت لتكسب اكثر من حفنة من الدولارات شهريا. وتولى رحمانوف المدير السابق لمزرعة اقطان سوفيتية الرئاسة عام 1994 معتمدا على مساندة موسكو التي دعمت موقف الحكومة في مواجهة المعارضة الاسلامية خلال الحرب الاهلية وما زال لديها 20 الف جندي على الحدود الافغانية. وفي الاستفتاء الذي جرى امس يطلب من نحو ثلاثة ملايين ناخب طاجيكي اما الموافقة او المعارضة على وثيقة تضم 50 تعديلا وتوضيحا للدستور. ومن بين البنود المتخفية وسط هذه التعديلات السماح بانتخاب الرئيس لفترتين متتاليتين مدة كل منهما سبع سنوات ابتداء من انتهاء فترة ولاية رحمانوف عام 2006. وتثير هذه الخطوة قلق المعارضة التي تشك في اعتزامه التنحي أصلا.ولكن بالنسبة لعبد الحي وجيرانه فان هذه امور سياسية لا يفهمونها. وقال انا اؤيد الرئيس. لقد اوقف الحرب.. واذا ما حكم حتى عام 2020 لن يكون في ذلك شيء غير طبيعي. اما جاره عزة الله مرزوي (68 عاما) فقال ان القرية بأكملها ستصوت لصالح الرئيس. وأضاف ان العهد السوفيتي كان افضل ولكنه أشاد برحمانوف لتمكنه من احلال السلام والاستقرار في البلاد. ومضى يقول في افغانستان استمرت الحرب الاهلية نحو عقدين.. اما رحمانوف فقد تعامل مع حربنا خلال خمس سنوات.. سأدلي بصوتي.. انا اثق في رحمانوف. اما بالنسبة لعام 2020 فمن يدري من يعيش حتى الى عام 2006