تمتاز محافظة الاحساء بواحتها الخضراء في المنطقة الشرقية لمملكتنا الحبيبة وتعتبر اكبر منطقة بلدية في البلاد من جنوب مدينة بقيق في الشمال وحتى حدود عمان واليمن الجنوبي جنوبا من قطر والامارات على الخليج العربي شرقا حتى خريص غربا حيث صحراء الدهناء تفصل بين منطقة الاحساء وهضبة نجد. ان حضارة الاحساء كغيرها من الحضارات التي ضمتها ربوع وطننا الغالي فلقد حضنت مسجد جواثا وهو ثاني مسجد صليت فيه الجمعة في الاسلام, وكذلك هناك اهميةتاريخية لها فيعتقد انها استوطنت قبل اكثر من 5000 سنة مضت واقيم فيها عدد من المستوطنات البشرية وغزاها عدد من الجيران لاعتباراتهم بأهميتها ويعتقد حسب بعض المصادر المحدودة ان الفينيقيين استقروا فترة قبل رحيلهم الاخير الى سواحل البحر المتوسط الشرقية, والجرهائيون, وطسم, وجديس, وبنو عبدالقيس, وبكر بن وائل, وتعتبر اكبر واحة مزروعة بالنخيل في المملكة والتمر منتج رئيسي, وجود ميناء العقير على الخليج (40كم شرق حدود الواحة), وجود عاصمة المنطقة الهفوف للقرون الخمسة الماضية وقبلها هجر والمأمونية والعيون حيث وجود القوة الادارية لمقر الحاكم او ممثله, بل كانت مدينة تجارية حيث تعتبر اكبر سوق داخلية للمتسوقين والتجار كانوا من وسط الجزيرة والقطيف والكويت والامارات وقطر, وجود عدد من الحرف والصناعات والتي اعطت منتجاتها شهرة خاصة ثم انتشرت الى العراق وسوريا كانتاج البشوت ومنتجات التمور والمنتجات الجلدية والنحاسية (الدلة). كما عرفت بمدارسها الدينية وطلبة العلوم الدينية مع دخول الاسلام فيها وقتذاك سنة (4ه) وكان اشهرهم على عهد الرسول الصحابيان الجليلان رشيد الهجري والعلاء بن الحضرمي وكان حاكم الاحساء وقتذاك المنذر بن ساوى فدخل اهل المنطقة الاسلام جميعا سلما, كما تميزت بآثار وقلاع وحصون كمسجد الجبري والامير فيصل بن تركي وقصر ابراهيم وصاهود والمتحف الذي يضم ويحتفظ بآثارها. واخيرا لا ننسى الفضل الكبير بعد الله - عز وجل - لقيادتنا الحكيمة لاهتمامها بالمحافظة على سلامة وامن الوطن الغالي والمواطنين وحفظ هذا التراث العريق والبراق من ايدي الحاقدين لجزيرتنا العربية. @@ حسن حجي الشبيب