الباحث الدكتور فهد علي الحسين يربط تسمية الأحساء بوفرة المياه في باطن أرضها وتدفقها منذ زمن موغل في القدم، ما جعلها من أكبر الواحات الزراعية في الشرق الأوسط. ويقول إن الأحساء قبل أن تكون واحة كانت غابات استوائية مثل غابات الهند وتتصف بنفس مناخها الاستوائي. وحدثت التغيرات المناخية منذ 17 ألف سنة وعلى إثرها تكون الصحراء فاختفت الغابات الاستوائية والبحيرات والأنهار. ويضيف: إن الدراسات لم تعثر إلا على مواد تدل على العصور الحجرية الحديثة في نواحي جواثا وجبل الأربع ومتوقع وجودها داخل المدن ولكن لم تجر حتى الآن دراسات بحثية وتنقيبية في المدينة. ويشير الباحث الحسين إلى أن الأحساء اسم أطلق على المنطقة خلال القرن الرابع الهجري مجسدا وفرة المياه الطبيعية المختزنة تحت طبقات الأرض. وكانت تتدفق داخل الواحة أهم ينابيع المياه منذ غابر الزمن وهي عيون جارية استغلت من السكان ومن بين أقدم العيون المكتشفة عين (قناص) في مدينة العيون، إذ يعود تاريخها إلى ما قبل 4500 سنة قبل الميلاد. واتضح أن مواقع بعض العيون حول الهفوف والطرف والكلابية وجواثا والمبرز والعيون والمطيرفي كانت مواقع لاستيطان قديم يرجع زمنه إلى 5000 سنة قبل الميلاد. حضارة في الأعماق الدكتور عبدالرحيم يوسف المبارك المهتم بتاريخ شبه الجزيرة العربية يؤكد بأن حضارة الأحساء سبقت حضارة بلاد الرافدين وتعود للألف الخامس قبل الميلاد وأن أقدم القبائل العربية التي سكنتها قبيلة (تنوخ) ثم الأزد وإياد وبكر بن وائل وتميم وكذلك قبيلة (عبدالقيس) وهي أول القبائل التي دخلت في الإسلام ويعود الفضل لها في اعتناق سكان هذه البلاد للدين الإسلامي في وقت مبكر. ويرى المؤرخ عبدالرحمن عثمان الملا أن أهمية الأحساء قديما من الناحية التجارية والاقتصادية وكونها أرضا خصبة رشحها لتكون من أهم مواطن الاستيطان البشري، حيث دلت الآثار على أنها من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان لذا سكنتها أمم كثيرة منها قبيلة جاسم وآخر سكناها القبائل العربية وأولها قضاعة وإياد وعبدالقيس، مضيفا بأن أول من دجن الجمل الهجين وشرع الشراع وعرف أسرار الرياح الموسمية وصنع الدبابة واستخدمها في الحروب هم أهل هذه البلاد إذ تمتعت في الزمن الغابر بنهضة اقتصادية من أهمها تجارة اللؤلؤ والمسك والمنتجات الزراعية وكانت أسواقها تماثل سوق عكاظ والمجنة وتمثل مهرجانات أدبية وعلمية وثقافية.