عزيزي رئيس التحرير لكل انسان دوافعه وطموحاته التي تغذي في داخله الشعور بمواصلة الجهد على طريق المثابرة من اجل بلوغ ذلك الهدف واجتماع هذه الدوافع مع جميع الطموحات تشكل فيما بينها ما يعرف بالادارة الذاتية والاختلاف فيما بيننا هو في مقدار وجود هذا الشعور في داخلنا ومدى الانضباط الذاتي اثناء الدوام الرسمي ومدى الشعور بقيمة العمل الذي نقوم به: فعلى سبيل المثال كأي مؤسسة او شركة او جهة حكومية يوجد التنظيم الاداري او مايسمى المنظمة الهرمية الادارية التي تبدأ بمدير هذه الجهة ويأتي بعده رؤساء الاقسام وهكذا حتى باقي الموظفين والسؤال الذي احاول ان اطرحه هو: هل الشعور بالادارة الذاتية له دور في فعالية هذا الموظف؟ اجل فبمقدار مايحس الموظف باهميته في اطار المؤسسة التي يعمل بها بمقدار مايزيد احساسه بالمسئولية وبالتالي تزيد فعاليته وانتاجيته اما الموظف الذي يشعر بأنه على الهامش فان ذلك يكون سببا في انحدار ادائه وقد يؤثر ذلك سلبا ليس على مستوى ادائه فقط ولكن قد يكون ذلك مدعاة لانخفاض اداء بقية اعضاء المؤسسة ومن هنا تبرز اهمية ان يقوم المدير المسئول بتوزيع المهام على كل افراد المؤسسة كل حسب قدرته وتخصصه والا يحتكر كل المهام لنفسه او ان يحصرها في مجموعة من المقربين مما سيكون له اشد الاثر في تدني مستوى الاداء للمؤسسة ككل. ومن شأن اتباع سياسة اشغال جميع العاملين مهما صغرت مهامهم ان يتيح المجال للمدير ليتفرغ اكثر لموظفيه ويعطيهم اكثر من وقته في الارشاد والتوجيه مما يؤدي في النهاية الى زيادة فعاليتهم وتطور مستوى الادارة الذاتية لديهم. الجدير بالذكر انه كلما شعر الموظف المجتهد بتقدير جهة العمل لاجتهاده على شكل حوافز وترقيات فان ذلك يدفعه الى المزيد من الاداء الجيد والمتميز وينعكس ذلك بشكل عام على جميع جوانب حياته الذاتية مما يكون له اطيب الاثر في علاقته بالمؤسسة والعاملين بها كما انه يجعل الموظف اكثر تقبلا لمتغيرات العمل من تدريب وغيره في اطار عملية النهوض بمستوى الاداء العام في المؤسسة. ومن اجل حصول انسيابية في العملية الانتاجية فلابد ان تتحدد المهام ويتم توصيفها بشكل محدد وواضح لكي يعرف الجميع من يقوم بكل مهمة حى اذا حصل تقصير من اي طرف كان وحده الملام على هذا التقصير وهذا مدعاة لان يقوم كل فرد في اطار المؤسسة بواجبه على اكمل وجه اما اذا تركت المهام دون تحديد من سيقوم بها فان ذلك يترك الباب مشرعا لامكانية التسيب لدى بعض الموظفين وتراكم كل العمل على مجموعة صغيرة من العاملين وهو الامر الذي يؤدي ولا شك الى تعثر العملية الانتاجية في نهاية المطاف. ومن هنا فان نتيجة توزيع المهام بشكل جيد تتيح للمدير او المسئول فرصة لكي يتعرف على مستوى مرؤوسيه فيكافئ المتميز على تميزه ويعالج مواطن الخلل في اداء المقصر بالوسائل المتاحة والاساليب المتوفرة لديه كما ان تركه (اي المدير) تفاصيل الامور لغيره من المرؤوسين يتيح له فرصة التجديد وابتكار الجديد في سبيل رفع مستوى الاداء داخل المؤسسة. وقبل كل شيء وحتى يبارك الله في عملنا يجب علينا جميعا ان يكون الاخلاص والصدق والجدية اساس العمل الذي نقوم به حتى ننال رضا الخالق ونشعر بالبركة في كل مانقوم به اتجاه وطننا. سعيد بن سالم الهنائي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن