عاد ملتقى الاربعائيات الثقافي الى مواصلة نشاطه المنبري بمحاضرة للدكتورة خيرية السقاف التي طرحت هموم وتطلعات المرأة المثقفة في اطروحتها المعنونة ب ( الواقع الثقافي للمرأة السعودية) وبدأت الدكتورة السقاف المحاضرة بتعريف الثقافة لغويا بالاستناد الى مصادر ومعاجم اللغة ثم انتقلت الى مصطلح المثاقفة وناقشت تقارب الثقافات في الحضارات الانسانية واوضحت اختلاف الثقافة بين متخصصة وعامة وبدأت بالحديث عن الثقافة المتخصصة وعرفتها بانها الخبرات التي يتلقاها الانسان في المؤسسات التعليمية في الفصل الدراسي او قاعات المحاضرات بل في البيئة التعليمية والعملية مثل: الانشطة المتعددة كالمعارض والندوات والمؤثرات والصحافة التربوية والمحاضرات العامة والمجلات العلمية المختصة وتأتي مفصلة هذه عن سبل الانشطة العلمية في المؤسسات المختصة ما تقدمه دور النشر من الانتاج المختص او القريب من مجال المختص ووسائل الاتصال التابعة من خلال البرامج أو القنوات الفضائية والصحف المختصة والدوريات ذات العلاقة أو الاذاعة والندوات والمؤتمرات التي تمد المرء في مجال تخصصه بخبرات أوسع، وهذه المصادر تساعد على رفد الاذهان والعقول بما يصقل الخبرات المختصة وعرفت الثقافة العامة بانها كامل الخبرات التي يتلقاها الانسان في المجتمع العام من خلال كل نشاط معرفي أو وسيلة عطاء خبرة ما في المجالات المختلفة .. هي ما لم يكن يدريه المرء فأصبح يعلمه ومالم يكن يعرفه فتعلمه واتقنه , هي فكرة يقنع بها فيتبناها وتتحول الى سلوك يعتاده ويمارسه فيحذق فيه , هي موقف نفسي يتحول الى تقليد يتمثله المرء في حياته.. الثقافة العامة ما يتعلمه المرء مع اشراقة كل يوم يمر به او ليلة يعبرها. ثم تحدثت عن المرأة السعودية ضمن أطر واقعها الاجتماعي في ضوء ما تخضع له من قيم ثقافية متوارثة قيمية مجتمعية طال عليها الزمن وهي رهينة (العيب) حتى خروجها الى المدرسة او دخولها الى السوق فإننا نجدها قد عبرت شرنقة الصمود في عنق زجاجة هذه الثقافة التي سادت ومع انتشار العلم والتعلم بدأ انطلاقا مما وجه اليه الدين الحنيف من تساو في المسئولية وإناطة كل دور لكل من خلق الله تعالى على أرضه فإنها قد ثقفت وحدقت قيمة ثقافية وهي من مكنوناتها الاساسية وهي أن تثبت أنها لا تهتز ولا تسقط في دولاب الخلط والتداخل الذي ساد ثقافات الأمم المجتمعية وغير الكثير من الثوابت ومتغيرات البشر واشارت الى أن المراة السعودية ظلت تحافظ على قيمها ومبادئها وتلقت المعارف لتقف في صفوف نساء العالم لا تقل عنهن وظلت هذا الرمز للتفرد بثقافة جذرية فتحت فيها الوسائل وعمت لها السبل. ولهذا تنوعت مصادر ثقافتها وتعددت حتى وجدنا الاسماء والصفات تتعاقب والمجالات تتعدد والقدرات تتفاوت والانماط تتنوع. ثم قامت الدكتورة بتمثيل مصادر الثقافة للمرأة السعودية من خلال واقع مدينة الرياض تمثيلا وتحديدا فيما من معلومات حددتها المدة الزمنية التي اتيحت لها لوضع هذه الورقة حسب تعبيرها ورصدت مصادر ثقافة المرأة المختصة في مدينة الرياض في كل من الجامعات وادارات التعليم ومعهد الادارة العامة والمكتبات ودور النشر والمكتبات العامة والجمعيات العلمية والمعاهد ومراكز التدريب والمؤسسات الخدمية والدوريات المختصة والمؤتمرات واللقاءات العلمية والانترنت ودارة الملك عبد العزيز. أما المصادر غير المختصة في مدينة الرياض فهي: وسائل منها الصحف وما تقدمه والتلفاز بقنواته العديدة وبرامجه المتنوعة و الاذاعة والمكتبات العامة والتجارية , والجميعات الخيرية , والمعارض واللقاءات والانشطة المنبرية, والانترنت. بعد ذلك أجابت د. السقاف على اسئلة الحضور ومداخلاتهن فقالت إن الثقافة ضرورة وليست وجاهة وأن الإنسان لا يحتاج بالضرورة الى توجيه وأوضحت أن الصوالين الأدبية تساهم في تعريف المرأة السعودية بالثقافة العالمية والأدبية إذا وجد من يهتم بذلك من المحاضرين. وحول سؤال عن امكانية ان يشاطر الرجل السعودي ثقافة المرأة وابداعها ومدى تقبله لذلك خاصة ان من الرجال من يفضل المرأة التي تكون في الظل قالت د. السقاف : أجد دائما نبرة أسى من الرجل. الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى وإذا اعطت المراة مجالا للمرأة للمشاركة فهو كذلك واستشهدت بجامعة الملك عبد العزيز وقالت إن الأنشطة الثقافية فيها رجالية ونسائية في منشور واحد. عقب المداخلات القى عدد من المبدعات عددا من النصوص القصصية والشعرية لكل من نورة العتيبي أمل درويش وتذكار الخثلان, وعرضت التشكيلية عصمت المهندس, أحدث لوحاتها.