سأكتفي اليوم بسرد قصة قرأتها لكم من مطالعاتي ، كل ما آمله هو أن يكون تأثيرها كما وقع علي إيجابيا مؤثرا .. اليوم لن أعظ ولن أنصح ، كل ما اريد هو القراءة بإمعان ثم التأمل : بصوت متهدج وتعطف وبنظرات متطلبة مسترحمة حيا الطفل أباه الذي لتوه دخل المنزل قادما من العمل .. وقال له : أبي العزيز ، كم أجرك في الساعة ؟ ولقد أصيب الوالد بمفاجأة مذهلة ونظر إلى ولده بطريقة متسمرة مندهشة ورد عليه قائلا : ولماذا تسأل هذا السؤال ، حتى أمك لا تعرف كم أكسب في الساعة إلا أن الولد أصر بإلحاح على معرفة المبلغ الذي يتقاضاه أبوه عن كل ساعة عمل ولما ازداد إلحاح الطفل وترجيه وتعطفه استسلم الأب أخيرا وقال : الذي أكسبه من كل ساعة عمل هو عشرين جنيها .. وأجاب الطفل بسرعة هلا أقرضتني عشرة جنيهات يا أبي .. إلا أن الأب أظهر امتعاضا اصطناعيا وغضبا إيجابيا وقال لإبنه : إذن هذا هو كل ما تريد من محاولاتك وترجيك ، فقط سعيا للمال .. إعلم أني غاضب عليك .. هيا إذهب لغرفتك ونم وكف عن إزعاجي وفي الظلام كان الأب يتأمل ويقيم عمل اليوم ، ووخزه ضميره بأنه قد يكون قد زاد في تعنيف إبنه . فذهب إلى غرفة الطفل ، ودخل عليه وأشعل النور وهمس : هل أنت مستيقظ يا بني ؟ أجاب الطفل مستعدا، فرحا بسماع صوت أبيه : نعم يا أبي لماذا؟ أجاب الأب: لقد أعدت التفكير فلربما تكون محتاجا لشيء مهم تريد أن تشتريه، وعلى كل حال هذه هي العشرة جنيهات التي طلبتها مني فقام الطفل وأخرج من تحت وسادته عشرة جنيهات أخرى كان قد جمعها من مصروفه وأعطاها لأبيه التي ازدادت دهشته ووضح ارتباكه بينما الطفل قفز وحضن أباه مهللا: الآن يا أبي أستطيع شراء ساعة منك لتجلس بها معي !! كم من المال يكفي لشراء ساعة واحدة لنجلس بها مع أطفالنا .. مجرد سؤال؟ ...... حكيمة