شككت شخصيات سياسية فى المانيا فى أن تكون زيارة الرئيس الامريكى التى قام بها الى اوروبا من خلال مشاركته فى مؤتمر الدول الصناعية الذى عقد فى سانت ايفيان الفرنسية وزيارته التى قام بها الى الشرق الاوسط حيث اجتمع مع قادة من الدول العربية أن تكون هذه الزيارة قد حققت تقاربا بين اوروبا والادارة الامريكية وبالتالى ان تكون زيارة بوش مقدمة لاحلال السلام فى الشرق الاوسط والعودة الى احياء مباحثات السلام التى دفنت يوم تدنيس رئيس وزراء الكيان الصهيونى اريل شارون حرمة المسجد الاقصى ووصوله الى رئاسة وزراء الكيان الصهيونى قبل حوالى ثلاثة أعوام. واشار رئيس ملف السياسة الخارجية فى الكتلة البرلمانية عن تجمع الديموقراطيين الاشتراكيين جيرنوت ايرلر من خلال ندوة جرت مساء أمس الاول فى معهد فريدريش ايبرت للدراسات الدولية فى برلين الى أن الهوة بين واشنطن واوروبا لا تزال بعيدة رغم المصافحة التى تمت بين جورج بوش والمستشار الالمانى جيرهارد شرودر فى سانت ايفيان والضحكات المتبادلة بين بوش والرئيس الفرنسى جاك شيراك اذ ان أسباب الحرب العراقية لا تزال واهية من خلال رفض الادارة الامريكية عودة المفتشين الدوليين الى بغداد من أجل استمرار مهمتهم فى البحث عن اسلحة ذات الدمار الشامل التى ادعت الادارة الامريكية والمخابرات البريطانية بأن النظام العراقى السابق كان يمتلكها عدا عن ذلك فان المصالحة الاوروبية الامريكية لن تتم على المدى القريب نظرا لعدم استعداد واشنطن للتعامل بشكل مطلق مع اوروبا فى احلال السلام فى الشرق الاوسط بشكل فعال اذ ان الادارة الامريكية لا تزال تنتهج فى سياستها الشرق الاوسطية مصلحة الكيان الصهيونى قبل جميع المصالح العربية بخلاف الاتحاد الاوروبى الذى يرى ان احلال السلام فى الشرق الاوسط لا يتم الا بانتهاج سياسة متوازنة تحقق العدالة والامن للشعب الفلسطينى والطرف الآخر. الا أن رئيس معهد الشرق (غير استشراق) لشئون السياسة الاسلامية والعربية اودو شتاينباخ أشار فى الندوة أن زيارة بوش الى اوروبا والشرق الاوسط فشلت فى تحقيق تقارب بين اوروبا وواشنطن كما فشلت فى تحقيق تقارب بين الدول العربية والكيان الصهيونى. مشيرا الى ان المصافحة التى تمت بين ابو مازن ورئيس وزراء الكيان الصهيونى اريل شارون فى العقبة لن تكون مصافحة للبدء بمرحلة جديدة فى احلال السلام فى الشرق الاوسط. أما استاذ العلوم العربية والاسلامية فى جامعة هامبورج جيرنوت روتر الذى شغل مديرا لمعهد غوته فى بيروت ودمشق والذى كان مرشحا لمنصب الرئاسة الالمانية فى عام 1994 أكد من خلال الندوة ان الولاياتالمتحدةالامريكية ذهبت بعيدا عندما ظنت ان الدول الاسلامية قد انهزمت أمامها من خلال احتلالها العراق، معلنا أن احتلال الولاياتالمتحدةالامريكيةالعراق لن ينتهى بنتائج محمودة للادارة الامريكية التى وقعت فى الفخ العراقى وفى رمال متحركة لا تستطيع الخروج منها بسهولة. واعتبرت صحيفة (سود دويتشه تسايتونغ) امس الحرب العراقية واحتلال الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفائها العراق اضافة الى رفض الولاياتالمتحدةالامريكية الدخول فى محكمة الجزاء الدولية ورفضها الكشف عن أسباب الحرب العراقية بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير بأنها كانت الاسباب الرئيسية فى تدهور العلاقات الاوروبية الامريكية وأن هذه العلاقات لن تعود الى مجراها الطبيعى خلال الاشهر القادمة، فالمستشار الالمانى شرودر وبالرغم من لقائه بالرئيس الامريكى بوش فى سانت بيترسبورج الروسية وسانت ايفيان الفرنسية لم يتحدثا الى اعادة العلاقات بين برلينوواشنطن . كما ان اصرار الرئيس الفرنسى جاك شيراك على أن الحرب فى العراق لم تكن شرعية رغم اجتماعه مع الرئيس بوش أثبت ألا تقارب يذكر قد تم بين اوروبا وواشنطن فالاوروبيون يريدون أن يكون لهم دور كبير على المسرح الدولى اكثر من ذى قبل نظرا للتجمع السكانى فى دول الاتحاد الاوروبى وبالتالى لقوتهم الصناعية والاقتصادية وقربهم من منطقة الشرق الاوسط بينما تريد واشنطن أن يكون لها الصدارة فى العالم دون الاستماع الى آراء الاوروبيين مؤكدة ان الهوة بين واشنطن واوروبا ازدادت عمقا ومن الصعب طمرها من جديد على المدى القريب.