اعلنت الصين أمس الاثنين عدم ظهور اي اصابة جديدة بالالتهاب الرئوي الحاد (سارس) وذلك لاول مرة منذ بدأت في نشر ارقام المصابين بالمرض القاتل في نيسان/ابريل الماضي، بينما لا تزال كندا تحبس انفاسها بانتظار معرفة ما اذا كانت لا تزال في قبضة المرض الذي عاد الى الظهور مجددا. وفيما لا يزال العالم يستوعب الانباء الواردة من الصين خرج سكان سنغافورة الى مراكز التسوق بعد ان شطبت بلادهم عن قائمة الدول المتضررة بالسارس مما ساعد في انعاش سوق الاسهم. ورغم ان الصين اعلنت عن حالتي وفاة جديدتين في مقاطعتي منغوليا وزيجيانغ الا انه يبدو ان معدل الاصابات قد انخفض بشكل كبير. وفي 15 ايار/مايو اعلنت الصين عن 52 اصابة جديدة بينما بلغ عدد الاصابات في الاول من ايار/مايو 187 وفي 20 اذار/مارس 339. وبذلك يرتفع عدد الوفيات بسبب المرض في الصين الى 334 من بين 5328 اصابة. الا ان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في الصين حذر الصين من مغبة التهاون بشان المرض رغم الانباء الجيدة. وقال المتحدث بوب ديتز نحن مسرورون كالصين تماما. ومثل الصين، نحث على مواصلة الحيطة والحذر. واضاف نعتقد ان الارقام التي نراها تعكس الحقيقة بشكل كبير، على الاقل في المقاطعات التي سافرنا اليها. نحن قلقون بشكل كبير بشان مناطق مثل كنداوتايوان حيث شهدنا عودة تفشي المرض. لن نتخلى عن الحذر. وكانت الشكوك قد حامت حول البيانات الرسمية الصينية منذ ان اعترفت السلطات في نيسان/ابريل بالتستر على مدى انتشار السارس. وكان المرض قد ظهر لاول مرة في مقاطعة غوانغ دونغ الجنوبية في تشرين الثاني/نوفمبر وانتشر بسرعة الى هونغ كونغ المجاورة. الا ان السلطات الصينية تكتمت على انباء انتشار المرض وذلك للحيلولة دون اثارة حالة من الهلع قد تتسبب في زعزعة استقرار البلاد. وبعد انتشار المرض على شكل وباء عالمي وعقب انتقادات دولية للصين، بدات السلطات الصينية بحملة لمنع انتشار المرض.وحتى بعد ذلك، شكك البعض بصحة البيانات الصينية. وفي 19 ايار/مايو شككت منظمة الصحة العالمية في المزاعم بان معدل الاصابات اليومية بالمرض انخفض من حوالي 80 الى 12 فقط في يوم واحد. واعربت المنظمة عن مخاوفها من ان مثل هذه الانباء المتفائلة ستخفف من حذر السكان مما قد يؤدي الى انتشار المرض مجددا وهو ما حدث في كندا خلال الاسبوعين الماضيين. فبعد ان شطبت منظمة الصحة العالمية كندا من قائمة الدول المتضررة بالسارس في منتصف ايار/مايو، اعادتها الى تلك القائمة الاسبوع الماضي عندما تم اكتشاف سلسلة من الاصابات المحتملة في تورنتو. واعلن في كندا عن حالة وفاة جديدة مما رفع عدد الوفيات الى 31 وادى الى ازدياد التوتر في كندا. كما ظهرت ست حالات جديدة بالمرض مما رفع العدد الى 52 حالة. ووضعت كندا حوالي 5200 شخص في الحجر الصحي لمدة عشرة ايام وهي فترة حضانة المرض. ولن يتمكن الخبراء من معرفة ما اذا كان هؤلاء مصابين بالسارس الا بعد انتهاء فترة الحجر. وبعد ذلك ستعرف كندا ما اذا كانت تواجه خطر انتشار جديد للمرض مثل الذي دفع المنظمة الى اصدار مذكرة تنصح بعدم السفر الى تورونتو في نيسان/ابريل. اما في سنغافورة فقد خرج السكان الى الاسواق التجارية أمس الاثنين بعد ان عم شعور بالارتياح انحاء البلاد عقب قرار منظمة الصحة العالمية ازالة سنغافورة عن قائمة الدول التي يتفشى فيها السارس يوم السبت. ونتيجة لانفاق المستهلكين سجل السوق المالي في البلاد ارتفاعا بنسبة 32،2 في المائة او 95،31 نقطة طبقا لصحيفة "سترايتس تايمز" كما انتعشت المراكز التجارية والاسواق حيث تحدث التجار عن انخفاض نسبة المبيعات الى 70 في المائة خلال اسوأ ايام الازمة.ودلت الارقام من المناطق التي كانت اكثر تضررا من السارس على ان الفيروس بدأ يتراجع في باقي انحاء اسيا. وفي هونغ كونغ اعلنت السلطات الصحية عن اربع حالات جديدة وحالة وفاة واحدة مما يرفع عدد الوفيات الى 282 من الاصابات ال1747. واعلنت تايوان عن اربع حالات جديدة مما رفع عدد الاصابات الى 684 بينما بقي عدد الوفيات عند 81 منذ الخميس.