اعترفت منظمة الصحة العالمية بأن المخاوف المبالغ فيها من مرض سارس الشبيه بالالتهاب الرئوي الحاد، أحدثت انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي حيث أثر المرض على السياحة والتجارة تأثيرا بالغا "بسبب الفارق بين التهديد الفعلي والتهديد الملموس" لفيروس سارس كما يقول، الدكتور ديفيد هيمان، رئيس قسم الأمراض المعدية في منظمة الصحة الدولية. وتأتي هذه التصريحات بعد قول الدكتور هيمان قبل ساعات إن انتشار فيروس سارس بلغ ذروته في معظم البلدان التي بدأت الإصابات فيها منذ 15 مارس. لكن المنظمة قالت إن فيتنام هي اول دولة في العالم تنجح في السيطرة على فيروس سارس، حيث لم يعلن عن إصابات جديدة منذ الثامن من أبريل الجاري. وفي الصين اعلنت وزارة الصحة عن 203 حالات اصابة جديدة بالفيروس خلال يوم واحد، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي إلى ثلاثة آلاف حالة إصابة بينما بلغ عدد الوفيات 139 وقال المسئول الدولي إن المرض "لا ينتشر بسهولة ولا حاجة لاستخدام الأقنعة في شوارع المدن". لكن المنظمة لا تزال تنصح بتجنب السفر إلى هونج كونج ومدينتي شانجهاي وجواندونج الصينيتين ومدينة تورنتو الكندية التي شهدت أسوأ انتشار للمرض. كما أن المنظمة أنها تأمل بأن يتوقف المرض، إلا أنها ترى أن الصين هي الحلقة الرئيسية ولا يمكن التخلص من المرض إذا لم تتمكن من احتوائه. وتكثف السلطات الصينية من جهودها لمكافحة المرض.فقد أغلقت السلطات الصينية كل أماكن التسلية والترفيه التي يتجمع فيها جمهور غفير مثل دور السينما والمسارح ومقاهي الانترنت إضافة إلى المدارس. ويوجد حاليا نحو ثمانية آلاف شخص في الحجر الصحي في بكين. وقالت السيدة برانتلاند المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية إن الدعوة إلى اتخاذ إجراءات صارمة مثل النصح بعدم السفر إلى تورونتو لم يكن إجراء مفرطا في الصرامة. واضافت: "إننا نتخذ إجراءات حذرة وضرورية قبل أن ينتشر الداء عبر العالم وعلى نحو مستمر". وقالت: "إذا بلغت عدوى المرض المناطق الفقيرة من إفريقيا فإننا سنواجه مشكلة عويصة".