اعلنت دول آسيا أمس الثلاثاء عن 22 اصابة جديدة بمرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الا ان الوباء لا يزال يلقي بظلاله على اقتصاد المنطقة كما ادى ظهور المرض مجددا في كندا الى وضع البلاد على القائمة السوداء للدول التي ينتشر فيها السارس. وبعد الاعلان عن 11 حالة جديدة بالسارس و23 حالة مشتبه بها، اصبحت مدينة تورونتو، اكبر المدن الكندية، اول مكان في العالم يحذف من قائمة منظمة الصحة العالمية للدول المصابة بالسارس ويعاد اليها مرة ثانية. وقد اثارت عودة ظهور المرض في كندا، اكثر الدول تضررا بالسارس خارج آسيا، مخاوف من ان الوباء العالمي الذي اعتقد انه بدأ يخف، يعود الى الظهور مجددا. وجاءت الاخبار من آسيا اكثر تفاؤلا حيث اعلنت الصين عن تسع حالات اصابة جديدة فقط وكلها في العاصمة بكين. وهذه اول مرة منذ منتصف نيسان/ابريل لم تحدث فيها حالات اصابة في اماكن اخرى من الصين عدا بكين. كما اعلنت الصين عن اربع وفيات جديدة في بكين. وبذلك يرتفع عدد الوفيات بالسارس في كافة انحاء الصين الى 321 حالة من بين 5322 اصابة. كما اعلنت هونغ كونغ عن حالتي وفاة جديدتين بالسارس وحالتي اصابة بما فيها اصابة موظف صحة هو الرابع من القطاع الطبي يصاب بالسارس. وبذلك يرتفع عدد الوفيات في هونغ كونغ الى 269 شخصا. اما تايوان فقد كثفت أمس الثلاثاء تحقيقاتها في الادعاءات بتستر كبار المدراء التنفيذيين في المستشفيات على اصابات السارس. واعلنت السلطات الصحية عن 11 حالة اصابة جديدة واربع وفيات. وقد اودى السارس حتى الان بحياة 734 شخصا في كافة انحاء العالم من بين اكثر من 8200 اصابة منذ ظهوره اول مرة في جنوبالصين في تشرين الثاني/نوفمبر. كما تسبب المرض في اضرار اقتصادية جسيمة خاصة في آسيا. وقال جهاز التخطيط الاقتصادي الاعلى في تايوان أمس الثلاثاء ان الجزيرة دخلت في مرحلة من الركود الاقتصادي في نيسان/ابريل الماضي حيث وصل المؤشر الرئيسي الى 2،98 نقطة اي المستوى الذي يشير الى الانكماش. وكشفت دراسة اجراها المعهد التجاري التابع للحكومة حول الشركات اليابانية التي لها مكاتب في انحاء اسيا عن توقعات اجمالية قاتمة. وصرح ناويوشي نوغوتشي رئيس قسم اسيا في منظمة التجارة الخارجية اليابانية ان "تاثير السارس كان يجب ان يظهر بوضوح في نيسان/ابريل وايار/مايو ولكن حرص الشركات على تكديس بيانات الجرد تحسبا لوقف الانتاج في المستقبل جعل الوضع الحالي يبدو افضل مما سيكون عليه بعد شهرين او ثلاثة اشهر . وكان قطاع الطيران الاكثر تضررا بالسارس حيث اعلنت شركة طيران ايفا التايوانية أمس الثلاثاء انها ستلغي رحلاتها الى ثلاث مدن يابانية في حزيران/يونيو بسبب انخفاض عدد الركاب. وقد ألغت شركات الطيران الاف الرحلات وأوقفت مئات من طائراتها. وانخفضت نسبة المسافرين القادمين الى سنغافورة الى اكثر من نسبة 70 في المائة في ايار/مايو مقارنة مع العام الذي سبق بسبب السارس. وكانت سنغافورة قد اعلنت عن 206 اصابة و 31 حالة وفاة بسبب المرض، وهي رابع اعلى نسبة وفيات منذ ظهور الفيروس الذي لم يعثر له على علاج او لقاح بعد. كما تسبب الوباء بالغاء العديد من الحفلات الغنائية والنشاطات الرياضية والمعارض التجارية. وفي ضربة لاقتصاد الصين المزدهر وكرامتها الوطنية اعلن الاتحاد العالمي لكرة القدم "فيفا" ان الولاياتالمتحدة ستستضيف كاس العالم للنساء بدلا من الصين بسبب السارس. وكان من المتوقع ان تدر هذه البطولة على الخزينة الوطنية اكثر من 6،1 مليار يوان 193 مليون دولار اميركي وتكون تجربة للالعاب الاولمبية لعام 2008. كما اتخذت الحكومة الصينية أمس الثلاثاء اجراءات لفرض ضوابط على تناول لحوم الحيوانات البرية. فقد حظرت مقاطعة غوانغ دونغ جنوبالصين والتي ظهر فيها السارس اول مرة في تشرين الثاني/نوفمبر استهلاك لحوم الحيوانات البرية والاتجار بتلك الحيوانات او تربيتها وذلك للحد من انتشار السارس. وكان بحث اجري في الصينوهونغ كونغ قد اشار الى ان فيروس يظهر في حيوان يشبه القوارض وكلاب الراكون يطابق الفيروس المسبب للسارس عند الانسان. وبعد ان اعترفت الصين في منتصف نيسان/ابريل بحجم انتشار الفيروس، اتخذت السلطات الصينية اجراءات مشددة للحيلولة دون انتشار المرض وكذلك للحد من انتهاك الاجراءات الهادفة لاحتواءه. وحكم على ستة اشخاص بالسجن لتحريضهم على اعمال شغب ضد احد مواقع الحجر الصحي من السارس في مقاطعة هينان الوسطى وهي ثاني احكام تصدر بسبب موجة الشغب التي اندلعت في مختلف انحاء الصين في اواخر نيسان/ابريل.