كرمت كاتماندو أمس الثلاثاء ادموند هيلاري الرجل الذي كان اول من وصل الى اعلى قمة ايفرست قبل خمسين عاما تاركا بصماته في تاريخ المغامرة الانسانية ومسلطا الضوء على مملكة نيبال الصغيرة. وصعد هيلاري البالغ من العمر الآن 83 عاما وزوجته جون والمرشد العجوز جيالزن الذي شارك في الحملة الى قمة العالم عام 1953، في عربة سوداء يجرها جوادان ابيضان، جالت بهم عبر شوارع العاصمة النيبالية. وتجمع حشد ضم الآلاف من سكان كاتماندو وصحافيين من اصقاع العالم والعديد من السياح فسار في موكب خلف هيلاري في شوارع وساحات تحف بها قصور ملكية تعود الى القرن السادس عشر. وافتتح هذا الموكب سلسلة من الاحتفالات المقررة لهذه المناسبة، ستبلغ ذروتها الخميس في ذكرى قيام النيوزيلاندي هيلاري والمرشد تنزينغ نورغاي توفي عام 1986 بتسلق اعلى جبل في العالم البالغ ارتفاعه 8848 مترا في 29 ايار/مايو 1953. وسارت خلف عربة هيلاري عربتان صعد فيهما ابطال آخرون سجلوا انجازات في تاريخ هذا الجبل ايفرست وهم الايطالي راينهولد ميسنر الذي كان اول من تسلق الجبل بدون اكسجين اصطناعي ومن ثم اول من تسلق ايفرست وحيدا، واليابانية جونكو تابي، اول امرأة تسلقت الجبل، وكذلك جاملينغ ممثلا والده تانزينغ نورغاي. ورافقت موكب المدعوين على طول طريقه اكاليل الازهار واللوحات التذكارية والملابس الحرير التقليدية المزركشة والموسيقى والخطابات، وسط تصفيق الحشود المتجمهرة تحت شمس حارقة قبل بضعة ايام من بدء موسم الامطار. ووصل ادموند هيلاري الجمعة الماضي الى نيبال في كرسي نقال وهو متعب ومتوعك صحيا، وبدا متعثرا في مشيته، غير انه تكلم بصوت قوي وواثق. وعندما تهافت الصحافيون لملاقاته، تجنب الاسئلة، غير انه القى كلمة شكر مقتضبة خلال حفل اقيم في ساحة دوربار، الوسط التاريخي للحي القديم في كاتماندو، وسط المتسولين والرجال والنساء بملابسهن التقليدية القانية الالوان. وقال متحدثا باسم متسلقي الجبال انه لشرف عظيم ان نكرم بهذه الطريقة اليوم. واضاف كلنا من كبار عشاق الهملايا وسكان الهملايا، منوها بحرارة النيباليين حيال المتسلقين الذين صعدوا الجبل. ووجه تحية خاصة الى جونكو تابي التي وقفت باسمة الوجه في كيمونو اصفر فاتح، والى راينهولد ميسنر الذي يعتبر اعظم متسلقي الجبال في التاريخ، وهو على حد قوله الرجل الذي اكن له اكبر قدر من الاعجاب. وسيستقبل الملك جيانندرا غدا الخميس متسلقي الجبال الاجانب المئتين تقريبا الذين تمكنوا من الوصول الى قمة ايفرست والذين سيشاركون في الذكرى الخمسين، اضافة الى عدد مماثل من النيباليين، خلال حفل تسليم ميداليات يليه حفل عشاء. وتأمل السلطات ان تساهم هذه الاحتفالات في عودة السياح الذين باتوا يتجنبون نيبال خوفا من حركة التمرد الماوية التي تشهدها نيبال والارهاب الدولي. وشكل وصول اول متسلق الى قمة ايفرست انطلاقة السياحة في النيبال، واضحى هذا القطاع الاقتصادي من الموارد الرئيسية لهذا البلد الذي يعتبر من الافقر في العالم، وقد ظل مغلقا في وجه الاجانب حتى العام 1949. وعبر متسلقو الجبال جميعا عن فرحهم بالحضور الى النيبال، فاعادوا الى هذا البلد بعضا من المجد الذي كللته به جباله. وقالت جونكو تابي لوكالة فرانس برس انني مسرورة للغاية. اذكر جيدا وصولي الى القمة عام 1975. لم اكن عندها سعيدة جدا بل متعبة جدا. راينهولد ميسنر من جهته انتقد تسويق ايفرست فاعتبر ان هذا الجبل بات طريقا سريعا للسياح . واشار المرشد العجوز جيالزن الى تطور رياضة التسلق، ما بدل امورا كثيرة في ايفرست حيث يجري التنافس اليوم لتسجيل ارقام قياسية في السرعة. وقال لكأن الجبل فقد من شموخه . ادموند هيلاري أول واصل لقمة ايفرست يحيي النيباليين الذين اصطفوا لتحيته