مع ان قمة ايفرست ليست على الاطلاق اصعب قمة على التسلق في العالم الا انها تستحوذ على مخيلة المتسلقين منذ ان اعتبرت اعلى قمة في العالم في الاربعينات من القرن التاسع عشر. لكن ما الذي يميز ايفرست؟. ربما يعود سر جاذبية تلك القمة المعروفة في نيبال باسم ساغارماثا وفي التيبت باسم تشومولونغما، الى ثلاثة اسباب هي ارتفاعها الشاهق والمنظر الخلاب من على قمتها وكون الوصول الى اعلى هذه القمة للمرة الاولى استغرق وقتا طويلا. ويقول انغ فوربا نائب رئيس رابطة المتسلقين في نيبال ان ايفرست هي ثالث قطب في العالم بعد القطب الشمالي والقطب الجنوبي. واضاف فوربا الذي تسلق القمة التي ترتفع 8488 مترا عن سطح الارض ان اي شخص يقف على القمة يمكن ان يقول فعلا انه يقف على قمة العالم انه شعور رائع. تنسى كل العناء الذي مررت به للوصول الى حيث انت وتدرك انك انجزت امرا لا ينجزه الكثيرون في العالم. ورغم الحملة الدعائية التي جلبت افواج المتسلقين الى منحدرات الجبل في الاعوام الاخيرة لم يستطع الا نحو 1200 شخصا الوصول الى القمة منذ نجح السير ادموند هيلاري ومرافقه تنيزينغ نورغاي في صعودها قبل خمسين عاما. ولقي نحو 170 شخصا حتفهم اثناء محاولتهم تسلق القمة. وحاول العديد من المتسلقين وصف لحظة وقوفهم على القمة التي تعرف بسقف العالم بكلمات قليلة. فالمتسلق الروسي ادوارد مايسلوفسكي الذي تسلق القمة عام 1982 فقد قال هذه نهاية المطاف. لا يوجد مكان اعلى من هذا. اما دوغ سكوت اول متسلق بريطاني يصل القمة العام 1975 فقد قال لقد سكنت الريح ووقفنا هناك نتأمل المنظر امامنا الذي كان كل ما املناه واكثر. وكانت قمة ايفرست قد ظهرت الى الوجود عندما اصطدمت الهند الجانحة بقوة بآسيا قبل نحو خمسين مليون عام لتشكل التيبت وسلسلة جبال الهملايا. وبالنسبة للاسترالي بيتر هابلر الذي اصبح هو والايطالي راينهولد اول من يتسلق القمة دون استخدام امدادات من الاوكسجين، فقد كانت اللحظات على القمة لحظات خلاص. وقال لقد وصلنا وتعانقنا. لقد بكينا ونطقنا بكلمات غير مفهومة ولم نستطع الحفاظ على هدوئنا. وفي مقال نشر في كتاب بيتر غليمان ايفرست: ثمانون عاما من النصر والمآسي قال هابلر تدفقت الدموع من تحت نظاراتي الى لحيتي وتجمدت على وجنتي. وتعانقنا مرة ثانية وثالثة لقد شعرنا بالخلاص والتحرر اخيرا من الشعور الانساني القسري بضرورة مواصلة التسلق. وقد بدأت الرغبة في تسلق قمة ايفرست في الظهور بعد اعتبارها عام 1852 اعلى جبل في العالم، الا ان البريطانيين كانوا اول من حاول وصول القمة عام 1921. وبعد 32 عاما و 13 بعثة للتسلق تمكن هيلاري وتينزينغ من الصعود الى قمة ايفرست. وقال فوربا لوكالة فرانس برس لو نجحت اول بعثة لانتهى الامر ولكانت ايفرست كغيرها من الجبال واضاف كون الامر استغرق كل هذا الوقت ساعد في جعل هذه القمة مميزة. وبعد تحديد استراتيجيات جديدة وطرق معينة للوصول الى ايفرست اصبح تسلق القمة اكثر شعبية حيث يحاول ما يقارب 500 متسلق الوصول الى القمة خلال احتفالات اليوبيل الذهبي لوصول هيلاري وتينزينغ الى القمة في 29 ايار/مايو 1953.