كانت صابرينا، ابنة الاحد عشر عاما، لا تزال قادرة على الرد على المسعفين ليل الاحد الاثنين من تحت انقاض منزلها في بودواو على بعد 45 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية، قبل ان تصمت الاثنين بعد خمسة ايام من الزلزال الذي ضرب الجزائر. ومنذ الجمعة، بعد 48 ساعة على الزلزال الذي ضرب وسط الجزائر مساء الاربعاء، اخذ الجيران الذين انضم اليهم لاحقا مسعفون ايطاليون، يعملون بتأن وحذر كبيرين حتى لا يعرضوا حياة الطفلة للخطر. وبعد ان اخذ منهم التعب والانهاك، وكادوا يصلون اليها، انهار عامود متارجح، لا شك تحت ضربات المطارق المتكررة، على الطفلة التي صمتت عندها نهائيا، قبل ان يتم انتشالها جثة هامدة في الخامسة صباحا (00،4 ت غ)، وسط صراخ افراد اسرتها وجيرانها الذين اصابهم الاحباط. وبدا الحزن على المسعفين الايطاليين. وانغمس الجيران في البكاء، مرددين "انا لله واليه راجعون". وقال البعض "انها ملاك ستذهب الى الجنة"، محاولين التخفيف عن والدها محمد المؤمن، الذي انهار باكيا. وكانت صابرينا تلهو على الارجوحة في المجمع السكني عندما ضرب الزلزال الذي استمر قرابة اربعين ثانية، كما قال احد الجيران. وخافت الفتاة واختبأت في قبو مبنى مجاور لمنزل ابويها دون ان ينتبه اليها احد في جو الذعر السائد. وخلال 48 ساعة، لم يكن احد يعرف اين هي، وكان المسعفون المتطوعون انتهوا من انتشال الجثث التي دفنت تحت انقاض المبنى نفسه. ولكن صوتها الضعيف وصل عبر الحطام اليهم تقول انا صابرينا، اخرجوني. وبدأ الجيران عملية الانقاذ، حريصين على عدم استخدام ادوات تؤدي الى انهيار ما تبقى من المبنى. وباستخدام المعاول والمطارق حاولوا ازالة الانقاض من حول الفتاة مع مواصلة الحديث معها ليعرفوا مكانها بالتحديد. ثم انضم اليهم مسعفون ايطاليون. لكنهم عندما وصلوا اليها، كانت قد انقضت ساعات على وفاتها بعد ان تهشم راسها تحت العمود. ودفنت صابرينا صباحا في مقبرة سيدي محمد بحضور بعض الاقارب. وهي الضحية 130 التي تدفن في المقبرة من بين اكثر من 350 قتيلا في بودواو. وبالقرب من قبرها جلست نساء يندبن. وهؤلاء النسوة من عائلة فقدت في الكارثة اربعا من افرادها جميعهم ايضا اناث.