اشاد مدير عام مطار الملك فهد الدولي المهندس مازن ابو الهدى الخاشقجي بفكرة جائزة الامير محمد بن فهد للأداء الحكومي المتميز التي قال انها جاءت لتعبر عن الاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - للتنمية البشرية من خلال رسالتها واهدافها التي تتمحور في تفعيل دور الأجهزة الحكومية بالمنطقة الشرقية لتقديم افضل الخدمات واميزها للمواطن والمقيم على حد سواء. واكد ان الجائزة تعد سابقة فريدة من نوعها, كما انها تجىء منسجمة مع توجهات القيادة الرشيدة في الاهتمام بتنمية قدرات المواطن السعودي من منطلق ان الانسان هو محور ارتكاز التنمية مشيرا الى ان انسان التنمية له مواصفات ومقاييس, كما انه انسان متعلم وواع وعلى درجة عالية من الشفافية والادراك وله انتماء كبير لوطنه يدفعه للانتاج والاخلاص والتفاني في عمله, فهو انسان على مستوى عال من الانضباط والنظام يحترم الوقت ويلتزم بعقيدة راسخة وسلوك يكسبه احترام الآخرين. وفي حديثه حول هذه الجائزة قال الخاشقجي ان اهم الوسائل الفاعلة لتأسيس بيئة ادارية متميزة في العمل الحكومي ترتكز على الآلية المتمثلة في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب, ويتم ذلك وفقا للخاشقجي باختيار القيادات الادارية المهنية القادرة على تسيير دفة العمل بفاعلية وكفاءة, اضافة الى توفير كل ما يجعل من بيئة العمل مكانا ملائما للابداع والعطاء, وكذلك بعض العوامل الاخرى كتطوير الأنظمة والقوانين, والحرص على بناء القدرات من خلال التدريب والتأهيل والتعاون لايجاد فريق عمل موحد, وكذا تبني مبادرات ريادية في مجال تقنية المعلومات ووسائل الاتصالات الحديثة. واكد الخاشقجي ان وضوح الرؤية والرسالة والاهداف لبعض الأجهزة الحكومية يمكن من تعزيز دورها في تقديم خدمات ابداعية متميزة متى ما منحت قدرا مناسبا من الاستقلالية والثقة وحرية التصرف بعيدا عن قيود البيروقراطية التي تشكل معوقا كبيرا, وقال انه لابد من تحديد مفصل للاهداف لانه بقدر ما يكون العمل هدفا وذا مغزى بقدر ما يجذب اهتمام الافراد القائمين به, وبقدر ما تتاح لهم الحرية بقدر ما يتنامى لديهم الشعور بالمسئولية ومن ثم الابداع والتميز, ويأتي بعد تحديد الاهداف المتابعة المستمرة والتقييم المتواصل للاداء والمراقبة وتأصيل مبدأ الثواب والعقاب, والأخذ بمبادىء وأدبيات الثقافة واخلاقيات المهنة والمستجدات التقنية التي لا شك في انها تؤثر في بيئة العمل. واستبعد مدير عام مطار الملك فهد الدولي ان يكون عدم وجود الربحية المالية في العمل الحكومي مقارنة بالعمل في القطاع الخاص سببا وجيها لعدم الدافعية للتميز في العمل في الحكومي مبررا ذلك بان العمل الحكومي بما يوفره من ضمانات ومزايا وظيفية يمنح الموظف ارباحا قد تفوق في مجملها ما يقدمه القطاع الخاص اضافة الى الاستقرار والطمأنينة النفسية التي يعيشها الموظف وتكون الدافع له للارتقاء بأدائه وبالتالي اداء الجهاز. من جهة اخرى اكد مدير عام فرع هيئة الرقابة والتحقيق بالمنطقة الشرقية احمد علي الزهراني ان وضوح الرؤية والرسالة والاهداف لأي جهاز حكومي يؤدي بيقين الى تعزيز دوره في تقديم خدمة متميزة, مشيرا الى ان الموظف العام متى ما علم هذه الغايات والاهداف التي يتوخاها الجهاز وآمن بها عن قناعة كان ذلك اكبر دافع وحافز له في تنفيذ العمل الموكل اليه دون كلل او ملل وبالتالي تقديم خدمة واداء متميز للمتعاملين مع هذا الجهاز والعكس صحيح فالجهل بالاهداف والغايات للجهاز الحكومي هواكبر معوق في تفعيل دور الجهة الحكومية في تقديم خدمة متميزة. وحول كون عدم وجود الربحية المالية في العمل الحكومي سببا مباشرا لعدم وجود الدفاعية للتميز مقارنة بالعمل في القطاع الاهلي قال الزهراني: يتبادر الى الأذهان للوهلة الاولى ان المادة عنصر دافع للتميز ولكن هذا الامر ليس على اطلاقه خاصة في مجال تقديم الخدمة العامة من قبل الاجهزة الحكومية التي هي في مجملها ليست ذات طابع ربحي, وعدم تحقق الربحية المالية لايعد سببا لعدم التميز والتفوق كما هو الحال في القطاع الخاص فالهدف المتحقق هنا بعيد كل البعد عن الغايات المادية, فهو هدف نبيل يسمو على هذه الاعتبارات ويتمثل في انجاز مصالح وتقديم خدمات لأناس هم في اشد الحاجة اليها وما من سبيل لتحقيقها الا عن طريق هذا الجهاز والعاملين فيه وعدم تحققها او وجود صعوبات واجراءات معقدة في هذا السبيل, ايا كان مصدرها من شأنه ان يسبب للمستفيدين من خدماته الكثير من المشقة والعنت على مختلف الأصعدة فضلا عن ان ذلك من شأنه ان يولد لدى العامة انطباعا سيئا عن الوظيفة العامة والقائمين فيها ووصفهم بالاهمال والتقاعس عن اداء الواجب, ومن هنا تتضح الاهمية البالغة لهذا الامر وسموه وتضاؤل اهمية العامل المادي الذي لا يمكن تجاهله بالكلية, ولهذا لم تغفله الاجهزة الحكومية امتثالا لقوله تعالى (ولا تنسى نصيبك من الدنيا) ويتمثل ذلك في الرواتب التي تصرف للموظف مقابل اداء العمل, اضافة الى المزايا الاخرى كالترقية, والعلاوة, والمكافأة وغيرها مما يحصل عليه الموظف نتيجة اخلاصه في اداء واجبه وانجاز ما يوكل اليه من اعمال وهذه تعتبر من الحوافز والدافعية للتميز الا انها لا تقارن بالقطاع الخاص لكون الربحية في القطاع الخاص هي الهدف والغاية من انشائه بخلاف الجهاز الحكومي الذي انشىء لأداء خدمة للمواطن ومن ذلك يمكن القول ان عدم وجود الربحية في العمل الحكومي يعتبر سببا لدافعية التميز. وفي تعليقه على جائزة الامير محمد بن فهد للاداء الحكومي المتميز قال الزهراني: ان كل منصف يتمتع بالقدر الأدنى من الحس الوطني يدرك لأول وهلة الاهمية البالغة لهذه الجائزة المتميزة والفريدة من نوعها والتي تقام لاول مرة ضمن نطاق هذا الوطن الغالي لما لها من الأثر الفاعل في الحث على الرفع من مستوى اداء الجهاز الحكومي, وكفى بهذه الجائزة شرفا انها تحمل اسم اميرنا المحبوب رائد التنمية الادارية في هذا الجزء الغالي من الوطن الحبيب وهذا وحده يعد اكبر حافز واقوى دافع للقائمين على هذه الأجهزة الحكومية والعاملين فيها للوصول الى الأسبقية في تحقيق هذا الشرف وهذا الامر لن يتحقق بمجرد الاماني وانما بالعمل الدؤوب في جميع الاتجاهات لتحقيق اعلى نسبة من معايير الاداء التي اعتمدتها لجنة الجائزة وتم ابلاغها لجميع الجهات الحكومية المشاركة وهو ما يعني بصورة اوضح السعي الحثيث لتقديم افضل الخدمات للمواطنين والمقيمين.