@ والآن بالعملية الجراحية المستمرة في نهاية كل موسم والتي ينتظرها المغامرون تتحول مسابقة الدوري الى مسابقة كأس حيث انتهى الدوري كدوري واصبح البطل غير المتوج (فريق الاتحاد) فائزا مع وقف التنفيذ رغم كل ما صنع حيث يحترق على مقاعد محطة (الترانزيت) بانتظار المغامر القادم من نقطة الظل من المركز الثاني او الثالث او حتى المركز الرابع ليقذف بآخر اوراقه من اجل سرقة جهد بطولة متاحة له باللوائح والانظمة والقوانين! الحديث عن مربع الذهب او مثلثه حديث ممتع لهواة المغامرة وفائض الوقت لكنه بالتأكيد موجع لكل ناشد عن العدل والانصاف فضلا عمن سيكتوي بناره ففي الوقت الذي ينتظر فيه كل اجير اجره حين فراغه من عمله يتحول جامع التعب من 22 اسبوعا مثقلة بكل اشكال التعب الرياضي الى مجرد حاطب ليل قد تنهشه فيه دواب المفاجآت فيحال الى صيف محموم خائبا ومحبطا بإدارته واجهزته الفنية وفريقه وجمهوره واعضاء شرفه الذين لن يجدوا افظع من هذا المسلسل العجيب كمصدر ضغط يستنزف طاقاتهم واشكال دعمهم واعصابهم وتفكيرهم.. وهم آخر من اكتوى بناره في نهاية الموسم الماضي ومرشحون مع رابع مدرب لفريقهم في هذا العام للاكتواء به مجددا حتى ان خيبة الامل باتت تستبد بعناصره وتشتت تفكيرهم وتبدد طاقاتهم مما اثر كثيرا على ادائهم ونتائجهم وان لم تكن كافية لتنزع منهم مقعد الصدارة لضخامة حصادهم فيما مضى, وكم هو الفارق كبيرا بين ما كان يفصل بين الاتحاد وبين بقية منافسيه منذ اسابيع وما بات عليه هذا الفارق الآن وقد تقلص تحت تدخل الظروف المفتعلة ولن يفاجأ الاتحاديون ان صدق قول قائل بان عليهم التحضير تبعا لهذا الاحتمال القوي لصيف ثان على التوالي.. ساخن وثقيل! النصيب القدساوي الخسارة القدساوية الاخيرة متوقعة كنتيجة لمباراة كرة قدم ومتوقعة لدى الكثيرين اذا كانت امام الفريق الفائز بكأس الاندية العربية لهذا الموسم (فريق الاهلي السعودي), ومتوقعة بشكل اكبر طبعا اذا كانت على ارضه (جدة) وبين جماهيره لكن الخسارة بنتيجة ثلاثة اهداف وبدون مقابل هي مقدمة غير مطمئنة لمناسبة بحجم فترة حسم مصير كأس الدوري المحلي بين القادسية والفرق الثلاثة الاولى! ولان لكل مباراة ظروفها فمن حظ القدساويين ان تلك النتيجة جاءت كنتيجة مباراة في الفترة الاساسية من مسابقة الدوري وليست في تلك الفترة الحاسمة! وكثيرا ما تأتي مثل هذه النتائج كمضاد حيوي او منبه او مقو يجعل من مرارة النتيجة محفز على محوها طالما الفرصة قائمة للتصحيح والتعويض من مباراة واحدة قادمة! وبحكم ان الرياض اقرب جماهيريا الى الخبر من جدة, وبحكم ان النصر اهون المنافسين الثلاثة للفريق القدساوي فان البحث عن مركز افضل من الرابع يظل ممكنا امام القدساويين الذين حققوا هذا العام مشاركة افضل مما حملت لهم التوقعات في اول موسم يعودون الى اضواء الدرجة الممتازة!.. وحيث ان النصراويين في موقع لا يحسدون عليه وقد ازدادوا تخلفا بموقفهم هذا الموسم عن الفريق الازرق الذين يقدمون انفسهم اعلاميا كمنافسين له (رغم فارق الانجازات) فان شيئا لا يخشى القدساويون خسارته وهم يدخلون في منافسة مع النصراويين لتثبيت احدهما الآخر في رابع مراكز الدوري لهذا الموسم, ومتقدمين الى منافسة في مرحلة ثانية مع الطرف الاهلاوي المنتظر لخوض لقاء تقاطع مهم للتثبيت في المركز الثالث والتأهيل الى مباراة الحلم الاتحادية النهائية على كأس الدوري! فهل يقتنص القدساويون المتحررون من كل اشكال الضغوط فرصتهم السانحة لاتنزاع ثالث المراكز وخطوة اخرى في المنافسة على حساب النصر الذي بالكاد فاز على احد الفريقين الهابطين الى الدرجة الاولى؟!.. ام يكتفون بالمركز الرابع الذي يعد من الآن ترتيبا متقدما يستحق عليه اللاعبون كلمات الشكر والثناء والتقدير, ويستحق عليه المدرب تجديد العقد لموسم ممتاز آخر بلا تردد؟!.