كما كانت معظم التوقعات.. نسف القدساويون الجدد في الرياض آخر آمال النصراويين في الموسم الرياضي.. بإحالتهم الى صيف طويل.. ساخن وثقيل في اعقاب موسم آخر ماطر بالتصريحات وخمسة مواسم من العطش المحلي المتواصل للبطولات والألقاب! لم يحل اي دواء فني او اداري دون اصابة النصر بفيروس نقص المناعة ضد التصييف المبكر حيث اخذ القدساويون دورهم بانتزاع النصر من آخر مشاركاته المحلية لهذا الموسم!.. كما لم تنفع كل المضادات الحيوية ولا المهدئات الاعلامية او الاخرى كاقامة المباراة في الرياض او حتى وجود افضل اجانب مهاجمين في مقدمة صفوف النصر من تغيير مسار الفريق باتجاه النتيجة المريرة! قدم القدساويون جهدا فنيا عاليا.. اثبتوا فيه ان فارق الامكانات المادية كما يبدو ليس عنصرا حاسما في تغليب فريق على آخر في ظل حسن الادارة، وكفاءة الادارة الفنية، وروعة تنفيذ وتطبيق الخطط والتزام وشعور بالمسئولية وحضور ميداني رائع مع ابداع الشباب القدساوي الصاعد بحضوره بين واجب تعزيز مواقع بناء فعاليات اداء الفريق، والواجب المتزامن بصد ومحاصرة منافذ مصادر قوة وخطورة اداء الفريق المنافس.. في اسلوب جماعي منظم ينتهج خطة عمل واضحة وواقعية وقابلة للتطبيق وواعية ومناسبة للمباراة بحسب ظروفها وحساباتها ومكان اقامتها واهميتها وحساسيتها وفوارق ما بين الجانبين. كانت النتيجة القدساوية بالفعل ابلغ تصريح ميداني يمكن القاؤه مع بداية مرحلة الحسم في طريق الذهب رغم الأخطاء التحكيمية المضادة وعلى رأسها ضربة الجزاء التي صدمت عامة الجمهور من جهة، وجمهور النصر بسوء التنفيذ من جهة اخرى.. وإن كان ضياعها خير ما يستحقه قرار احتسابها غير الصحيح!.. محاضرة نهاية الموسم التي القاها القدساويون الشباب ببراعة وثقة وجرأة ملفتة للنظر.. مثيرة وكبيرة وذات معاني بليغة يحتاج منافسوهم وقتا طويلا لاستيعابها.. أشبه بالحملة الاعلامية المبهرة لمحو كبوة الأهلي، وصناعة صورة فريق القدساويين الجدد أمام ملايين المتابعين على الهواء مباشرة في كل مكان. لم تخب آراء الكثيرين الذين توقعوا ان يتجاوز فريق القادسية منافسه النصراوي لأسباب فنية وغير فنية.. رغم فارق تلك الامكانات المادية ومكان اقامة المباراة والاسباب التقليدية الاخرى.. ولعل من تابع القدساويين هذا الموسم يدرك احقيتهم في التأهل للحصول على احدى الجوائز الثلاث لدوري هذا العام من منفذ مهم وقوي في نفوس القدساويين وهو امر ممتع ومفيد لكل ناشد عن العبر والدروس!.. ومن الطبيعي ان يتوقع المتابعون فوز فريق القادسية وعدم استبعاد هذه النتيجة من أذهانهم.. لأن الهالات الاعلامية، واساليب التجني، وسياسة الصوت الطويل.. لا تفيد على الأرض بما يكفي ولا تنتج بطولات!.. ثم ان القدساويين ان كانوا عازمين على ان يكون لهم مقعد في مقدمة الفرق.. فإنهم لن يجدوا بين منافسيهم في المربع الذهبي اقل مستوى من فريق النصر!.. وهذا ما قلته تحديدا في الاسبوع الماضي! وان كان يكفيهم الآن احتلال ثالث مراكز الدوري وآخر جوائز المسابقة وميدالياتها.. وهو ما لم يتحقق لتسعة فرق اخرى في مقدمتهم منافسهم في اولى مباريات في المربع الذهبي.. فريق النصر! وعلى مؤيدي نظام المربع الذهبي (من أولئك الناس) الا يتباكوا الآن على ثالث المراكز بعد احالتهم رابعها والى الاجازة الصيفية بلا حمص ذهبي أو فضي أو نحاسي!.. نقاط (ليالي العيد تبان من عصاريها).. تعبير قوي من الاستاذ جاسم الياقوت - رئيس نادي القادسية - عبر به عن الثقة الكبيرة التي يستحق عليها وزملاؤه في الادارة وعناصر الفريق وجهازه الفني وجمهوره اجمل التهاني واطيب الامنيات. كان بامكان فريق نادي القادسية ان يسدد فاتورة الاهلي بكامل اهدافها من الحساب الخاص لمرمى النصر.. غير ان (انانية) اديلتون، وقائم مرمى شريفي حالا دون رفع النتيجة الى ذلك العدد من الاهداف! لا ينبغي ان يحزن النصراويون كثيرا فلقد خسروا من فريق قوي.. وان كان للتو صعد من دوري الدرجة الاولى او كانت هي الخسارة الرابعة في ظرف خمس مباريات جمعت بين الفريقين هذا الموسم! وليس غريبا ان يحدث ذلك فما دام النصر قد خسر من خامس فرق الدوري وبفارق هدفين فكيف لاحد ان يستغرب خسارته من رابعها وبفارق هدف واحد فقط؟! حينما سئل ماجد عبدالله عما يمكنه قوله بعد خروج فريق النصر خالي الوفاض من الموسم..قال: دائما نقول: السنة الجاية.. السنة الجاية!..(لم يتحدث ابوعبدالله عن الحكام، ولا حتى عن الإعلام.. فمن المسئول ايها النصراويون؟!) الاهلي ليس النصر.. فان كان القدساويون يرغبون في دخول المربع الذهبي.. فقد فعلوا على حساب الهلال! وان كانوا يرغبون في الحصول على احدى جوائز مسابقة الدوري لهذا الموسم.. فقد فعلوا على حساب النصر! اما ان كانوا حريصين على تحقيق الاجمل بالتأهل الى مباراة الختام الذهبية.. فان عليهم ان يحسبوا للاهلاويين حسابهم، وان يعدوا اكثر مما فعلوا امام النصر الذي كان يكفيهم امامه ما قدموه بجهد شوط واحد فقط حتى انه لم يؤثر عليهم التفريط المتكرر لفرصهم الهجومية امام المرمى النصراوي!.. والوضع امام الاهلي (بطل الاندية العربية) قطعا مختلف حتى ولو لم يكن اللقاء في جدة!