في أعقاب التفجيرات الإرهابية الانتحارية التي استهدفت الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية والتجارية للمغرب أكد نبيل بن عبد الله وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن المستهدف من خلال الاعتداءات الإرهابية التي وقعت هو المشروع المجتمعي الديموقراطي المغربي الذي يقوم على قيم الحداثة والديمقراطية والتسامح والانفتاح والعدالة الاجتماعية. وقال بن عبد الله في اتصال هاتفي مع (اليوم) إن هناك محاولة للنيل من كل المكتسبات التي حققها المغرب في هذا الباب، مؤكدا عزم الحكومة على القيام بكل ما يلزم من تحركات من أجل قطع رأس كافة الأشكال الإرهابية التي هي غريبة عن المجتمع المغربي ولا علاقة لها بقيمه العميقة". وفيما يلي حيثيات الحوار الذي خص به وزير الإعلام المغربي صحيفة اليوم : @ هل توصلت التحقيقات حتى إلى كشف هوية المنفذين والجهة التي ينتمون إليها ؟ ما نتوفر عليه إلى حد الآن من معلومات يمكننا من القول بأن العمليات نفذت من مجموعة من العناصر من جنسية مغربية ولا يمكن أن نؤكد الآن أن هناك عناصر أخرى من جنسيات أجنبية والتحريات جارية من أجل إظهار الحقيقة بالكامل في هذا الموضوع الإجرامي الإرهابي ، ولدينا قناعة في نفس الوقت أن هؤلاء العناصر الإرهابية ينتمون إلى شبكات مغربية إرهابية لكنها مرتبطة بشبكات الإرهاب الدولي، وسنقوم في الأيام القليلة المقبلة إن شاء بابراز الحجج والدلائل القاطعة على ما نؤكده انطلاقا مما قمنا به في الشهور الأخيرة من تحريات وإعتقالات في صفوف عدد من الأوساط سميت ب"الخلايا النائمةأو السلفية الجهاديةوفي هذا الباب بالذات سنواصل عملنا في اتجاه الوصول إلى الحقيقة الكاملة. @ قولكم أن الإرهابيين من جنسيات مغربية وأنهم ينتمون لشبكات محلية قد تكون بشبكات إرهابية في الخارج ، هذا يعني أنكم تعرفتم ربما على أسماء وهويات المنفذين وربما عددهم أيضا؟ تعرفنا على عدد من الهويات ولكن حجم وقوة الأعمال الإرهابية التي نفذت بالدار البيضاء لا تمكن في غالب الأحيان من التوفر على ما يكفي من الوسائل للإدلال على مستوى هويات المنفذين، فلذلك تعرفنا على هويات بعض الانتحاريين ولا زلنا في انتظار التحريات للوصول إلى النتائج النهائية. @ تحدثتم حول ارتباط المنفذين بشبكات الإرهاب الدولي ، هل تقصدون بهذا أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة ؟ ما أقصد هو أن هذه الشبكات لها ارتباطات على مستوى عالمي وإننا سندلي بالأدلة والبراهين لإثبات الانتماءات الواضحة لهؤلاء العناصر ، لا يمكن أن أتحدث الآن عن تنظيم القاعدة أو غير القاعدة ، لكن شبكات الإرهاب الدولي معروفة ، وسوف ننتظر جمع كافة المعطيات والمعلومات للإدلاء بتصريح في هذا الاتجاه. لقد تعاملنا بشفافية كاملة في هذا الموضوع منذ حدوث هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية، وسنواصل العمل على هذا النهج. وما يهمني أن أؤكده هو أن هذه العمليات الإرهابية تستهدف في الواقع النهج الديموقراطي المغربي، المشروع الحداثي الذي ننشده في بلدنا . وفي هذا الإطار فإن الحكومة المغربية تؤكد أن المغرب لا يمكنه البتة أن يركع لمثل هذه العمليات الإجرامية وسنواصل مشوارنا الديموقراطي الحداثي وحرصنا الشديد على قطع الطريق أمام كل الأشكال الإرهابية. @ انفجارات الدار البيضاء تأتي بعد أيام من تفجيرات الرياض بالمملكة العربية السعودية ، هل تعتقد أن هناك علاقة بين المنفذين في السعودية والمنفذين في المغرب؟ لا يمكنني أن أجزم في هذا الأمر، لكن انطلاقا من قناعتنا بأن كل هذه الأعمال تعود إلى نفس الشبكة الإرهابية الدولية ، وبالتالي فإن هذا التزامن ليس من باب الصدفة ، وأن هناك تنسيقا على مستوى دولي.. @ معنى ذلك ان هناك تنسيقا بين هذه الشبكات الإرهابية الدولية،وتجزمون بأن المشروع الديموقراطي المغربي هو المستهدف ؟ نجزم بذلك لأن المغرب كان مهددا منذ مدة، ويكفيني أن أذكركم بالمحاولات التي استطعنا أن نوقفها والتي كانت تهدف إلى القيام بأعمال إرهابية وتخريبية في مضيق جبل طارق ، وبعمليات إرهابية أخرى في مدن مغربية ،ما جعلنا نلقي القبض على مجموعة من العناصر التي سميت ب الخلية النائمة التي تتبع لتنظيم القاعدة، أو تلك التي تنتمي لما يسمى بالسلفية الجهادية، وفي هذا الباب بالضبط يمكنني أن أؤكد أنه منذ زمن بعيد والمغرب مستهدف، ويكفي أن أذكر بتصريح لأحد زعماء هذه الحركة الإرهابية الدولية الذي نعت المغرب بنعوت سخيفة تدل على استهداف المغرب. @ الإدارة الأمريكية عرضت على المغرب المساعدة في التحقيقات ، كيف يكون ذلك؟ نحن نتعامل منذ زمن بعيد مع كافة المصالح الأمنية عبر العالم من أجل محاربة الأشكال الإرهابية والإجرامية وسنواصل هذا المنحى، انطلاقا من سعينا إلى المساهمة دوليا للقضاء على الإرهاب الدولي. @ بعد هذه التفجيرات كيف سيكون تعامل الحكومة مع بعض الجماعات الإسلامية وعلى رأسها جماعة "العدل والإحسان؟ ما هو مؤكد أن المغرب يطمح إلى بناء مشروع مجتمعي ديموقراطي حداثي ، واليوم بعد ما حصل على الجميع أن يختار الخندق الذي يتواجد فيه، فإما يكون مع مشروعنا الديموقراطي ، أو مع الإرهاب ، وفي هذا الباب سنواصل عملنا واعتقاداتنا المبنية على الحريات والديموقراطية.