شاب في مقتبل العمر (17عاماً) ويمتهن مهنة غسيل الموتى مبتغياً الأجر والثواب أولا. عبود جدي العنزي يدرس بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بعرعر قام بتغسيل وتكفين أكثر من مائتي شخص من مختلف الجنسيات في مغسلة الأموات بمدينة عرعر خلال عام واحد وقال إنه يتمنى من الله ألا يغسله احد كيف ذلك هذا ما دار بينه وبين (اليوم) في هذا الحوار ... عمل إنساني بحت ┐ في البداية يقول الشاب عبود بدايتي في تغسيل الأموات كانت عن طريق أحد المشايخ الذين أدرس على ايديهم القرآن الكريم, إذ حدثنا هذا الشيخ أنا ومجموعة من زملائي عن هذا العمل وطلب منا أن نجرب بقدر الاستطاعة بمشاركة منه, وبالفعل قمت أنا وزملائي بالتجربة إلا أنهم انسحبوا جميعاً وبقيت أنا ومازلت مستمراً في هذا العمل .. كما أنني خلال بدايتي في هذا العمل تذكرت طريقة تغسيل جدي في احدى الدول العربية على أيدي بعض الأشخاص الذين عرفت فيما بعد أن طريقة تغسيلهم للأموات خاطئة وفيها نوع من البدع, الأمر الذي جعلني أصر على الاستمرار لكي أصلح الأخطاء في كل مكان استطيع أن أصله . غسلت العديد من الأموات وعن بدايته في التغسيل يقول العنزي: بدأت في هذا العمل من العام الماضي وقمت بتغسيل أكثر من 200 شخص من مختلف الجنسيات خلال عام واحد . وأتذكر أول شخص غسلته هو رجل مسن يبلغ من العمر مائة عام وكانت وفاته طبيعية وقد فرحت وارتحت أيضا لتغسيل هذا الرجل المسن ولا أدري لماذا كما أنني لم أكن متخوفاً أو متردداً في بداية الأمر وأظن مصادفة تغسيلي لهذا الرجل المسن كانت هي البداية لي . مواقف تأثرت بها وعن المواقف التي مرت عليه يقول العنزي: من المواقف التي تأثرت بها هو وفاة أب واثنين من ابنائه وهم كويتيون توفوا في حادث مروري مروع مع عائلتهم على طريق عرعررفحاء وأيضا شاب أتى به أهله للمغسلة ورأسة منشطر نصفين وكان منظراً صعبا بالنسبة لي, إلا أنني استطعت أن أتغلب على مشاعري واستطعت غسله بفضل الله ولكنه أخذ مني وقتا طويلا إذ استمر معي تغسيله أكثر من نصف ساعة بينما تغسيل الشخص العادي حوالي ربع ساعة وأيضا من المواقف المؤلمة وفاة شاب في العشرين من عمره وهو في حالة سكر بسبب تناوله الكولونيا وكان وجهه مسوداً وهذه أول حالة تمر علي كما أن حالات التفحم أجد بها صعوبة بالغة للغاية .. فئات المتوفين وجنسياتهم وحول الفئات التي يغسلها ويجهزها للدفن يقول عبود العنزي: فئة الشباب في الحوادث وفئة كبار السن وفاة طبيعية وغيرها من الحالات العادية كما أنني قمت بتغسيل عدد من الجنسيات المختلفة مثل الباكستاني والأردني والهندي وغيرهم . وقمت بتغسيل ثلاثة أشخاص أقيم عليهم حد القصاص بعرعر وكنت وقتها حاضراً الحكم الشرعي عليهم وشاهدتهم أمامي وعلى الفور نقلناهم إلى المغسلة إلا أن أحدهم كان رافعاً أصبعه لأنه لم يسكت عن تكرار الشهادة حتى وقع عليه السيف وقد ارتحت لهذا الشاب لانه تائب لله تعالى وقمنا بتطييب لحيته . ┐ عبود, من تريد أن يقوم بتغسيلك بعد وفاتك ؟ أنا لا أريد أحداً أن يقوم بتغسيلي لأنني أريد أن ألقى الله شهيداً . وأمام مدخل مغسلة الموتى